العدد 1809
الجمعة 27 سبتمبر 2013
banner
‏الرجولة في احترام المرأة سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 27 سبتمبر 2013


لست من هواة الرد على المقالات، لسبب بسيط هو أن الكاتبة أو الكاتب - غالبًا - ما يقع عند الرد في حفرة “الشخصنة”، وهذا ما لا أرتضيه لنفسي ولا ترتضيه لي أخلاقي وتربيتي الدينية والمجتمعية، وليست من أخلاقي الأنثوية!.
من هنا، أجدني مضطرة للرد أو التعليق على الزميل صالح الشيحي، الذي نشر يوم الثلاثاء الفائت مقالاً في صحيفة العرب القطرية، تحت عنوان: “لماذا يريدوننا أن نكره قطر؟!”.
وردي هنا ليس على تساؤلاته ولا أطروحاته التي أتفق مع بعضها واختلف مع البعض الآخر، إنما على جملته المستفزة التي يقول فيها بالنص: “هب أنك لا تتفق مع السياسة الخارجية القطرية، أو السياسة الخارجية السعودية، أو الإماراتية، هل يبرر لك ذلك إلباس الشعبي بالسياسي، ومن ثم ضرب صميم العلاقة الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين؟! هذه أساليب ملتوية لا أخلاقية وليست من الرجولة في شيء”.. إنني هنا أعتب على زميلي الشيحي في حصره السلوكيات الأخلاقية بالرجولة والذكورة وربما الفحولة، دون أن ينظر إلى أن الأخلاق هي سلوك إنساني لا دخل لجنس ذكر أو أنثى في تحديده. ولن أستغرب أن أقرأ هكذا جملة من رجل ناقص العقل يكتبها في تغريدة عبر تطبيق تويتر أو في موقع إلكتروني آخر، لكن أن ينشر هذه الجملة التي تُقلل من شأن المرأة كاتب بحجم الزميل صالح الشيحي، وفي جريدة بحجم جريدة العرب، وفي دولة مثل قطر لم تتخاذل مطلقًا في منح المرأة حقوقها، وتقف على قدم وساق برعاية سيدة قطر الأولى الشيخة موزة المسند، وتُمرر جملة تقلل من قيمة وأخلاقيات كل امرأة، وتأتي بكل المعاني الدونية التي لا يُمكن لرجل سوي أن يقبل بها على المرأة التي يثق بها ويثق بسلوكياتها وأخلاقياتها.. إن الأساليب الأخلاقية ليست حصرًا على الرجل، والأخلاق لم تكن في يوم من الأيام سلوكًا يخص الرجل وحده، وإن كان زميلي الشيحي ينظر إلى المرأة بهذا الشكل المهين فعليه أن يكمل مشوار قلمه، بأن يستثني المرأة من كل العقوبات مادامت كائنًا لا ينتمي إلى الأخلاق، ومن فئة المرفوع عنهم القلم!.
من المؤلم كم العبارات التي تتضمنها حواراتنا الاعتيادية كعرب، إلى درجة أنه يمكن الاستعاضة عن كلمة أخلاق بكلمة الرجولة، والانسانية بالرجولة، والفعل السيء بالمنافي للرجولة أو وصمه بشكل مباشر بالأنوثة، وان الفعل الطيب “الرجولة” وللرجل فقط، وإن صدر من أنثى فهذا لأنها “بنت رجال”!.
هذا غير مقصود بل من نشأة الرجل العربي، حتى أصبح احتقار المرأة أو التحرش بها أمرا شبه طبيعي، في ظل نظرة النقص للمرأة.
وهنا أشيد بمواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ومنذ تسلم مقاليد الحكم وهو يسعى بكل وسيلة لدعم المرأة، والاشادة بمنجزاتها، كما لم يفعل أي زعيم عربي في العصر الحديث.
وكما ختم الزميل مقاله، وسأل عن سبب كراهية – بعضهم - لقطر، وبرغم من أن من يشتموننا أيضا في قطر لا يُمثلون الشعب القطري الطيّب، إلا أن صالح الشيحي السعودي وصالح الشيحي القطري اتفقا على الانتقاص من المرأة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .