العدد 5839
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
banner
رهاب ترك العمل (Ergophobia)
الأحد 18 أغسطس 2024

نبدأ هذا المقال بهذه العبارة الشهيرة والتي كانت موجهه لجميع الموظفين للترشح للحصول على عرض التقاعد الاختياري في القطاع الحكومي، وهي: يستمر باب التقديم لبرنامج التقاعد الاختياري حتى 8 نوفمبر 2018 عبر الموقع الالكتروني لديوان الخدمة المدنية، وتشمل مزايا البرنامج بالإضافة إلى المعاش التقاعدي، ضم 5 سنوات اعتبارية لسنوات الخدمة الفعلية والافتراضية بحسب القوانين والأنظمة، ومبلغ نقدي يساوي تكلفة شراء 5 سنوات افتراضية، وترقية نهاية الخدمة للمستحقين، ومكافأة نهاية الخدمة، إلى جانب مكافآت أخرى بحسب القوانين والأنظمة "موقع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية" 
هل سمعت بمصطلح (رهاب العمل) أو Ergophobia؟
 Ergophobia في البداية سوف نفكك الكلمة الى شطرين وهما: الشطر الأول (Ergo) وتعني العمل، الشطر الثاني (Phobia) وتعني الخوف.
دعونا نمهد لهذا المصطلح أولاً ثم ننطلق، رهاب العمل تعني الخوف غير العقلاني والشديد من العمل أو ما يرتبط به مثل "ترك العمل"، وقد ظهر مفهوم رهاب العمل لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مع وصف حالات لأشخاص يعانون من خوف شديد من العمل أو ترك العمل، ومع ذلك، لم يتم الاعتراف به رسمياً كاضطراب نفسي حتى تم إدراجه في (DSM) Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، وهو المعروف بدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات العقلية في عام 1994، حيث تم إجراء العديد من الأبحاث حول رهاب العمل منذُ ذلك الحين، لكن لا يوجد إجماع حول سبب أو وجود علاج ناجع لهذا الاضطراب. ومع ذلك، من المتفق عليه أن رهاب العمل هو حالة حقيقية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة الشخص.
هذا ويمكن علاج رهاب العمل بفعالية من خلال الثلاث النقاط التالية:
أولاً: العلاج النفسي، يمكن أن يساعد العلاج النفسي مثل Cognitive-Behavioral Therapy (CBT) وهو العلاج المعرفي السلوكي، للأشخاص المصابين برهاب العمل وتحديد وفهم مخاوفهم وتطوير آليات التأقلم، وذلك للتعرف على أنماط التفكير المدمرة أو المزعجة والتي تؤثر سلباً على سلوكهم وعواطفهم، حيث أن العلاج المعرفي السلوكي (CBT) إلى نوعين تقريباً:
1-أنماط الفكر: يركز العلاج المعرفي السلوكي على تغيير الأفكار السلبية التلقائية التي تسهم في الصعوبات العاطفية والاكتئاب والقلق، وهذه الأفكار السلبية الفورية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مزاجنا العام.
2-الأفكار الموضوعية والواقعية: من خلال العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، يتم تحديد واستبدال الأفكار الخاطئة بأفكار أكثر موضوعية وواقعية، وذلك من خلال تغيير هذه الأنماط الفكرية حيث يمكن للأفراد تحسين رفاهيتهم العاطفية.
العلاج المعرفي السلوكي فعَّال جداً لمجموعة متنوعة من الحالات الصحية النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة.
ثانياً: تغييرات نمط الحياة يمكن أن تساعد تغييرات نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول نظام غذائي صحي، يمكن يساعد بفاعلية في إدارة أعراض رهاب العمل.
ثالثاً: إذا كنت تعتقد أنك تعاني من رهاب العمل، فمن المهم طلب المساعدة من مختص في هذا المجال، كما يمكن لمعظم الأشخاص المصابين برهاب العمل التغلب على مخاوفهم من خلال جلسات علاجية مثل جلسات علاج نفسى سلوكي معرفي أو التنويم المغناطيسي، والبرمجة العصبية اللغوية.
وبعد هذه المقدمة دعونا نطرح عدة أسئلة وسنرى هل فكرنا بهذه الطريقة؟
ما هي العوامل التي تؤدي إلى تمسك الموظف بالوظيفة والخوف من تغييرها؟ هل هي طبيعة الشخص! لا يحب التغيير؟، أو هي بيئة العمل المحفزة؟، أو هي طريقة التفكير الجمعي للمجتمع؟، أو هو الخوف من المغامرة؟ أو هناك سلم وظيفي واضح للترقي؟ أو هي الوعود التي حصل عليها الموظف من المدير لتبوء منصب مرموق مستقبلاً؟ أو هي الميزات والتعويضات والحوافز التي يحصل عليها الموظف من هذه الوظيفة؟، أو هو البريستيج المصاحب للوظيفة؟
لقد عانى بعض الموظفين وبصمت وبدون ان يعرفوا بأنهم لديهم رهاب ترك العمل من صراع داخلي حيث يتسألون فيما بينهم أو بين انفسهم، ماذا سوف يخسرون من لو تركوا هذه الوظيفة، وهل الوعود ستكون صادقة وملزمة من الجهات المعنية بعد تقاعدهم؟
في الختام، أظهر تقرير صادر عن الإدارة العامة للتقاعد أن المتقاعدين يشكلون ما نسبته 11.6% من إجمالي سكان البحرين، ومن بين مواطني البحرين البالغ عددهم 727,352 مواطناً، بلغ عدد المتقاعدين 84,612، مما يعني أن عدد المتقاعدين ارتفع بنسبة 22% في الخمس سنين الماضية.
وسؤالنا، هل تؤيد إنشاء وحدة دعم متخصصة للمتقاعدين الذين أصيبوا برهاب ترك العمل سواء في القطاع الحكومي والقطاع الخاص؟


*أكاديمي بحريني
 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .