العدد 5808
الأحد 08 سبتمبر 2024
banner
ريادة الأعمال الإلكترونية وأثرها على المنظمات
الجمعة 02 أغسطس 2024



في الغالب يسعى الإنسان ليعيش أطول مدة ممكنه له في هذه الحياة فهو يسعى للحفاظ على نشاطه الرياضي وتحسين حالته النفسية، والعمل على تنشيط عقله من خلال إيجاد بيئة مناسبة لذلك، ويكون على أتم الاستعداد لأي تطورات قد تطرأ على حياته. ويمر الإنسان بدورة حياة وهي: النشأة (الولادة)، النمو (الطفولة)، ثم مرحلة النضوج (الشباب) والتي يكون فيها الأغلب في أوج تألقه، وفي حال عدم الاهتمام بهذه المرحلة على وجه الخصوص يبدأ الإنسان في مرحلة التراجع (التدهور) ثم الخروج من الحياة بشكل سريع وطبعاً كل ذلك بأمر الله وقدره (وجعلنا لكل شيء سببا فاتبع سببا)، سورة الكهف - الآية 84. 
إن دورة حياة المنظمة تمر بأربع مراحل رئيسية فهي تبدأ بالمرحلة الأولى وهي النشأة، ثم تنتقل إلى المرحلة الثانية وهي النمو ثم تنتقل إلى المرحلة الثالثة وهي النضوج ثم تنتقل إلى المرحلة الرابعة وهي التدهور والخروج من السوق، لهذا الأمر فجميع المنظمات تواجه تحديات كبيرة للبقاء في مرحلة النضوج حيث إنها أفضل موقع تحتله أي المنظمة، إن الريادة في مجال إدارة الأعمال الإلكترونية أصبح الآن هو التوجه الجديد لمنظمات الأعمال سواء كانت كبيرة أو ناشئة وذلك من أجل استدامتها وبقاءها ونموها وبالتالي يكسبها ميزة تنافسية عن نظيراتها المنظمات الأخرى، حيث أن بقائها في "مرحلة النضوج" يعطيها موقعاً متميزاً يساعدها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال الانتشار الواسع عبر فضاء غير محدود مما يسهل الوصول لها سواء من خلال المؤسسات الحكومية أو من خلال المنظمات الأخرى أو حتى من خلال الأفراد الذين يحتاجون لسلعها أو خدماتها لإشباع حاجاتهم ورغباتهم، وتسعى المنظمات لكي تصبح منظمات إقليمية ودولية تعمل في أكثر من دولة وفي عدة أسواق مختلفة، فأصبح ذلك ضرورة لها للبقاء والاستمرارية كي تحافظ على حصتها السوقية وتطيل فترة بقائها في أعلى مستوى بدورة حياة المنظمة (مستوى النضج).
حيث أصبح هذا التحول من الأسلوب التقليدي للمنظمات إلى الأسلوب الجديد (المنظمات الافتراضية) هو عبارة عن اجتذاب أو استقطاب مهارات جديدة من خلال الاستثمار في رأس المال البشري والذي أدى إلى تحقيق عمليات متطورة وتغيير ثقافي في تقديم الخدمات بالوسائل التكنولوجية الحديثة والأمنة في نفس الوقت.
ولقد جاء مصطلح الأعمال الإلكترونية بعد ظهور مصطلح التجارة الإلكترونية (e- commerce) في محاولة منها للتعبير عن تطبيقات وأدوات ونظم جديدة تتعدى نطاق التجارة الإلكترونية لتستوعب فضاء أوسع وهو التكنولوجيا الرقمية لشبكات الأعمال والإنترنت، ويُعد مفهوم الأعمال الإلكترونية هو قدرة الإدارة الإلكترونية لتوجيه وتدفق المفاهيم (التجارة الإلكترونية، التسويق الإلكتروني، المكاتب الإلكترونية)، حيث إن الإدارة الإلكترونية تقوم على تحسين مستوى أداء الإجراءات الإدارية والذي ينعكس على تحسين أداء العمليات فيها مما يؤدي إلى الوصول لنتائج فائقة الدقة ويؤدي أيضاً إلى جودة التواصل مع البيئتين الداخلية والخارجية.
وعطفاً على ما تقدم فإن مفهوم ريادة الأعمال الإلكترونية للمنظمات قائم على ثلاث مرتكزات وهي:
1-    المبدعون، وهم الافراد الرياديون والذين بدونهم لن يكون هناك إبداع.
2-    البُعد الإستراتيجي للمنظمة والمرتبط بالرؤية والثقة والمثالية والإبداع والتحوط للفشل والتحوط للغموض والرقابة في البيئة الداخلية والخارجية.
3-    البُعد البيئي المرتبط بسوق الصناعة أو التنوع في السوق.
ومن أثار ريادة الأعمال الإلكترونية للمنظمات ما يلي:
1-    تخفيض التكاليف المباشرة وغير المباشرة للمنظمة والمستخدم لها (العميل) وانعكاسها الإيجابي على الطرفين.
2-    تحقيق التنسيق بين المنظمات مع بعضها من خلال التبادل المعلوماتي في المعاملات مثل ما قامت به شركة (بنفت بي BenefitPay) بربطها كل البنوك مع بعضها البعض وتقديم الكثير من الخدمات المالية التي سهلت حياة المواطن والمقيم على حدٍ سواء.
3-    ساهمت ريادة الأعمال الإلكترونية في الانفتاح على العالم الخارجي والتعرف على التقنيات الجديدة وتبسيط الإجراءات.
4-    أيضاً ساهمت في حفض دورة الوقت المرتبط بإنتاج أو توصيل المنتج أو الخدمة للمستفيد النهائي.
5-    ساهمت في تقليل المستويات الإدارية التي بدورها ساعدت في سرعة اتخاذ القرار وتقديم الخدمات بجودة عالية وعلى مدار الساعة مثل موقع (البوابة الوطنية لمملكة البحرين Bahrain.bh).
6-    تقديم الخدمات التعليمية مثل التعليم الالكتروني والذي هو الآن مرادف للتعليم التقليدي في أغلب الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة مما سهل عملية التواصل وانعكاسها بشكل إيجابي على جودة التعليم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مثل (Microsoft Teams).
ولأهمية ريادة الأعمال المؤسسية حالياً هناك تطبيقات تساهم في تجويد عملياتها اليومية وهنا سنذكر واحد منها على سبيل المثال لا الحصر، يُعد تطبيق زوهو بيبل (Zoho People) حلاً شاملاً للمنظمات التي تتطلع إلى تحسين عمليات الموارد البشرية لديها ورفع مستوى عمليات إدارة الموظفين فيها، هذا وتم تصميم زوهو بيبل ليكون موضع للكفاءة والسهولة في الاستخدام في آن واحد ،حيث أنه يعمل على تبسيط مهام الموارد البشرية المختلفة، مما يمكّن المنظمة من التركيز على تعزيز بيئة عمل إيجابية ومنتجة وبشكل فعَّال وهو يشمل الوظائف التالية: إدارة بيانات الموظف بكفاءة، تتبع مبسط للإجازة والحضور، سير عمل قابل للتخصيص لتحقيق الكفاءة، تمكين بوابات الخدمة الذاتية للموظفين، أنظمة تقييم الأداء الشاملة، أدوات التوظيف والتأهيل المتكاملة، إعداد التقارير المتقدمة للقرارات المبنية على البيانات وأيضاً إمكانية العمل بالذكاء الاصطناعي، ومن خلال متابعتي في هذا المجال فإن تطبيق (Zoho People) وهو من ضمن متطلبات احد المقررات الدراسية بتخصص الموارد البشرية في أحدى الجامعات الخاصة بمملكة البحرين، وهذا شيء مميز ليكون الطلبة على اطلاع ومعرفة بأحدث التقنيات المقدمة في هذا المجال.
على صعيد متصل، كشف مسؤول بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية عن قرب إطلاق تطبيق (المواطن). حيث يهدف هذا التطبيق إلى توفير جميع الخدمات الحكومية الإلكترونية في مكان واحد وللجميع سواء كان مواطناً أو مقيماً، هذا ومن المتوقع أن يساهم هذا التطبيق في إنجاز وتسهيل المعاملات الشخصية والتي قد تشمل 100 خدمة، ومن المتوقع أن يحل هذا التطبيق محل العديد من التطبيقات المتفرقة حالياً. كما أعلنت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية سابقاً في 2022 عن إطلاق تطبيق (التاجر)، والذي يُعتبر الأول من نوعه حيث أنه يقدم العديد من الخدمات التي تتوافق مع أجهزة الهاتف الذكي والاجهزة اللوحية لرجال الأعمال والتجار بالتعاون مع عدة وزارات وهيئات حكومية مثل: وزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية وهيئة الكهرباء والماء ومجلس المناقصات وصندوق العمل.
وفي الختام نلاحظ تعاظم اهتمام القطاع العام والقطاع الخاص في الاهتمام بريادة الأعمال المؤسسية وذلك من خلال مواكبة أحدث التطورات في مجال الأعمال والخدمات الإلكترونية في جميع القطاعات الخاصة بها، هذا وتُعتبر مملكة البحرين سباقة في هذا المجال المهم والحيوي علماً بأنها قد حظيت بثقة المجتمع المدني لجودة وأمان استخدام هذه الخدمات في شتى المجالات.
عزيزي القارئ، هل تعتقد بأن هناك تأثير سلبي من استخدام تطبيقات تساهم في تجويد العمليات اليومية للمنظمة وتعزز ريادة الأعمال المؤسسية؟


*أكاديمي بحريني

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .