تعدد طرائق التعليم لمختلف فئات الموهوبين يساعد على تنمية قدراتهم العقلية وسلوكاتهم الإبداعية ومواهبهم الفتية، وهناك الكثير مِنْ أساليب خِدمات الرعاية أحدها تجميعهم وفق منهجيّات متنوِّعة وبيئات تربوية محفَّزة. 
وعَليه، يَنبني هذا الأسلوب على أساس أن وجود الموهوبين في بيئة تعليمية مع نظراء لهم أو أنداد يماثلونهم في الاستعدادات العقلية العالية، ويشاركونهم الاهتمامات والميول، بغض النظر عن عامل العُمر الزَّمني، وبالتَّالي يُولَد لديهِم مزيدٍ من الاستثارةِ والدافعيةِ والتَّنافس.
ويُعَرَّفُ التجميعُ بأنّه نظامٌ متبعٌ في برامج الموهوبين يُسمحُ فيه بتعليمِ ذوي الاستعدادات المتكافئة والميول المتقاربة، والاهتمامات الخاصة المتشابهة أو المشتركة في مجموعات متجانسة أو غير متجانسة؛ لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمي في دراستهم، والنمو الحِرَفي في مواهبهم.
وبأمكاننا ذكر أبرز أهدافه في ميدان الموهبة كما وردت في الأدبيّات التربوية على النحو الآتي:
• تسهيل تقديم مناهج إثرائية متمَايزة على نحو ملائم لموهوبين ذوي حاجات متماثلة.
• تيسير استخدام استراتيجيات متنوِّعة على نحو ملائم لموهوبين ذوي حاجات متماثلة.
• تلبية الجوانب العاطفية المتمايزة على نحو ملائم لموهوبين ذوي حاجات متماثلة.
• توفير بيئة يُسمحُ فيها للموهوبين ذوي مستويات الأداء المتماثلة بالتعلُّم منْ بعضهم البعض. 
ومن أهم مبررات المُنادين لتجميع الموهوبين ما يلي:
• يتيح تكريس كلّ الطاقات للدراسة والبحث والتحصيل بتركيز أكبر وفقاً لبرنامج تعليمي يتوافق والاستعدادات الخاصة، وفي مناخ داعم ومعزز لسلوكيات الإبداع والإنجاز.
• يولد المزيد من الاستشارة والتنافس والنشاط المستمر في مناخ مشجع تسودهُ الندية والتكافؤ والتَّجانس، والتفاعل غيرَ المحدود.
• يتيح تكوين مفهوم أكثر واقعية عن الذات من خلال الاحتكاك والتفاعُل مع أندادٍ يماثلون من حيث مستوى الطموح والدافعية وسرعة التعلم.
ومن أهم مبررات المعارضين لتجميع الموهوبين ما يلي:
• إنَّ التجميع في مدارس خاصة يعزل عن سياق الحياة الطبيعة أو العادية مما يحرم من الخبرات الاجتماعية، والاتصال والتفاعل مع الأقران العاديين.
• إنَّ التجميع في مدارس خاصة أمر غير اقتصادي حيث يحتاج إلى تكلفة عالية من تجهيزات خاصة، ومعلمين على درجة عالية من التخصص والاقتدار المهني.
• العزل يؤدي إلى الحرمان من فرص التفاعل الاجتماعي مع الأقران العاديين.
• ممارسة نخبوية تُنشئ مجموعة "نخبة" يعتقد في النفس الأفضليّة بدرجة عالية.
• يخلق ذلك لدى العاديين الشعور بالدونية والغيرة والتبرم وعدم تكافؤ الفرص.
• حرمان العاديين من فرص التنافس مع أقرانهم الموهوبين.
هذه الأرضيّة الفلسفية (النظرية) مدعاةٌ إلى طرح أساليب التجميع المُتقنة كي يتمّ الاختيار منها ما يلائم المواقف والظروف التربوية كلٌّ بحسب مجال موهبته، ومرحلته التعليمية، ومساحة الحريّة الإداريّة المُتاحة، وحجم المال المُخصص لها، ووقت تنفيذها ومكانها. وهذا ما سوف نجيبُ عنه في الجزء الثاني من هذه المقالة العلمية.