+A
A-

أنتَ العيدُ

قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الملكي  الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة   رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه  بمناسبة عيد الفطر السعيد

 

تجاذبُني الحديث بطرف عينٍ لتقتُلني بهاتيك السطورِ
أكنتَ مسّوفي حين التقيْنا على زَهَرٍ من الماء الغديرِ
نعاتبُ بعْضنا ونهلُّ دمْعًا على الخدّين شوقا كالنَّميرِ
وشوقًا أجْذِبُ الرُّكبانَ نحوي إذا ما الشوقُ حامَ على البعيرِ
وما لَهْفُ الثُّغورِ كنارِ وَجْدٍ إذا ما النَّارُ شَبَّتْ في الصدورِ
تهيمُ فتاتِيَ الحوراء دهرا تعالِجُني بطلْعات البدورِ
إذا أدْنيتُ رَحْلي من حماها يُشَمُّ برحْلها عِطرُ النُّحورِ
أَبِيتُ إذا المدامعُ أَلْهبتْني أُعالِجُهنَّ عن وَجْدٍ خطيرِ
فيا لله من شوقٍ عَجولِ ويا لله من حِبّ غيورِ
وتجثو عند أقْدُمها جُفوني بمحرابِ الصلاةِ بلا شعورِ
فكبَّرَ في جوانبه عشيقٌ إذا نادى الفلاحُ مدى الدهورِ
وأملأُ مقْلتَّيَ مِنَ الغَوَاني إذا ما اشْتَاقَها قلبُ الكسيرِ
ويسألُني المُعاتِبُ وهو يدري بشأنِ خليفة الشهْمِ الجَسُورِ
هو الحامي إذا ما الدَّهرُ يومًا نَبَا بالناس في وقْعٍ خطيرِ
هو العيدُ إذا الأيامُ طابَتْ هو الحزْمُ الشديدُ على الدهورِ
وعيدٌ ترسلُ الساداتُ دومًا تحيَّتَها مُنَمَّقةَ الزُّهورِ
ونالَ مراتبَ العَلْياء شهْمًا وصانَ بَنِي الهواشِمِ في المسيرِ
ويرنو صوْبَ نازِفَةِ اللّيالي بألوانِ المكارمِ والحبورِ
ونالَ بهذهِ الأفعالِ فخرًا إذ الأنواءُ عجَّتْ بالكَسِيرِ
أميرُ العطْفِ والحاني بليلٍ إذا ما الدَّهرُ أنْشَبَ في النُّحورِ
يشاركُ مالَهُ في الناس قِدْمًا وأعْطَتْ كفُّهُ فَخْرَ البُّدورِ
وعادَ على الفقيرِ بكلّ عطفٍ وجادَ على اليتيمِ كما الصّغيرِ
وحفظًا نسألُ الباري وندعو لهذا القِرْمِ بالخيْرِ الوفيرِ
خليفة أنتَ مأمولٌ ومجدٌ إذا ما الصبرُ عزَّ على الأسيرِ
سماحٌ في معادِنِهِ وفاءٌ إذا ما الغِرُّ أعْجَلَ بالأمورِ
فصار برأيه دومًا وجيهًا إذا ما الرأيُ عَزَّ على النَّظِيرِ
وعزَّ على اللّقاءِ بِكُمْ أمورٌ تُراكِمُها السُّطورُ على السُّطورِ
فجائِحَةُ النَّهارِ غَدَتْ حِجابًا كموْجِ البَّحرِ أعْيا بِالبُحورِ
فصارَ القُرْبُ أقْصَرَهُ عِيانًا وصارَ البُعْدُ أسْلَمَ للأميرِ
هنيئًا للزَّعيمِ فهذا عيدٌ تُنَوِّرُهُ القلوبُ على القُصورِ

 

شعر: غازي عبدالمحسن