+A
A-

قوة أعصاب الرميثي أزاحت أفكار “جسوم” عن شخصية “ كشحان”

في تصوري أن شخصية “ كشحان” التي قدمها الفنان الكوميدي خليل الرميثي في مسلسل “حكايات ابن الحداد” هي من إنتاج جهد شاق وابتكار وأصالة وتجنب الرتابة وخلق الجدة، ورغم أنها في بعض الأحيان لا تخلو من روح شخصية “جسوم” التي عرفها المشاهد وحفظها عن ظهر قلب، إلا الفنان الرميثي أبرز الملامح الخاصة لشخصية” كشحان” عن طريق الذوق السليم المرهف في انتقاء الطريف الممتع وحذف السقيم والمبتذل، وأيضا توفرت للرميثي قوة الأعصاب لحذف بعض الأفكار “أفكار شخصية جسوم” والتضحية بها كليا لأجل شخصية “كشحان” لاسيما وأن الحركات الجسمانية والأداء الجيد للرميثي تتشابه في الشخصيتين إلى حد كبير، ولكن الممثل الذكي هو الذي يعرف القيام بأدوار كوميدية متوالية، ولكن لكل دور طابعه الخاص الذي يجعل منه عملا فنيا أصيلا مستقلا، وهنا تكمن الصعوبة، أي إشاعة الحيوية في أفكار كل شخصية على حدة.

الفنان خليل الرميثي يصنع نبرة الارتجال في القاء القصة الكوميدية، وبتعبير أدق يقوم بتدبير دقيق ليحافظ على نصره بالتفوق، وبالمناسبة لم تخدم قصة المسلسل الفنان الصديق الغالي علي الغرير رحمه الله ولا الدور “دور الوالي”، وكان يفترض على المخرج والمؤلف أن يعملا على هذه المشكلة؛ لأن علي الغرير مثل الرميثي، فنان مجرد من القيد، ولابد أن يكون حرا من أجل إبراز مواقفه الكوميدية، بيد أن شخصية “ الوالي” حملت لونا جديدا واتجاها مختلفا لم يعتد عليه الغرير رحمه الله، وبالتالي وجد نفسه حبيسا في شخصية هزيلة مفككة تجعلنا نتساءل كيف اختارها رحمه الله، ( إلا إذا كان السبب مرضه، حيث كان يعاني رحمه الله من رجله ويجد صعوبة في المشي، ما جعله يختار دورا لا يتطلب مجهودا ).

نعود إلى شخصية “ كشحان” وبطلها الرميثي الذي أعطى صياغة جديدة للحس الكوميدي في شجاعة وثبات وبلا مبالغة ولا افتعال، يلقي النكات والقفشات، فيقابلها المشاهد بالضحك وكأنه يتبادل النكت مع أصدقائه ويرقص ويغني، ولهذا لا يمل المشاهد من الشخصية ومفاجأتها ومواقفها الكثيرة، تلك الشخصية الخبيرة في التعبير بالوجه والحركة والجسم التي تثير دائما ضحك المشاهدين.