+A
A-

الغبقات الرمضانية قديمًا.. على الألفة والمحبة

عرفت الغبقة منذ القدم بأنها اسم لوليمة تؤكل عند منتصف الليل، والغبقة في تلك الأيام تختلف عن أيامنا هذه في كل شيء، فطابعها يختلف وأكلاتها تختلف والعدد فيها يختلف، كل شيء فيها يختلف ما عدا التسمية. وطبيعة الغبقة أنها وليمة لا يشترك فيها غريب ولا بعيد، إنما هي تؤكل بعد منتصف الليل بين أفراد الأسرة الواحدة أو لأهل الحي والمنطقة، إذ يجتمعون فيما بينهم ويتفقون، ولا تحكمهم قوانين ولا يحدهم بروتوكول، ويقيمونها كل يوم لتجمعهم الألفة والمحبة على صحن واحد يعيدون حديث الذكريات.

والنساء كذلك يجتمعن ويتناقشن ويسهرن وترجع بهن الذكريات إلى الماضي، إلى الطفولة ثم الشباب ثم تحمل المسؤولية لأنهن أبناء حي واحد مشتركات في كل شيء.

والغبقة هي رجوع إلى عادات وأكلات باقي أيام السنة إلى العيش “الرز” لأن شهر رمضان له أكلته المشهور بها وهي الثريد، الذي يحل محل الأرز، والهريس.

والسمك يكون فيه شبه معدوم ويحل محله اللحم الذي عادة ما يكون متوافر بكثرة ولهذه الأسباب تكون الغبقة.

الغبقة كانت في الماضي وجبة غير يومية وتتكون من “البرنيوش” وهو أرز مطبوخ بالسكر أو بالدبس الذي هو خلاصة التمر أو عسل التمر، إضافة إلى السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ، وهناك من يستحب المكبوس ومنهم من يفضل “المشخول” الشعيرية والبيض المشويات والألبان والفواكه، وكلها أكلات شعبية لا تقدم على وجبة الإفطار وقد يفتقدها الإنسان طوال شهر رمضان، كذلك تقدم الحلويات مثل الساقو واللقيمات أو النشاء أو العصيدة أو البلاليط، إضافة إلى التمر والشاي والقهوة.

أما إذا كان رمضان في فصل الشتاء، فيقدم الشاي بالحليب وشاي اللومي والدارسين والزعتر وأيضا القهوة.

ولا يتم إلقاء أي نوع من الأطعمة في سلة المهملات، بل يتم توزيعه على كل الأسر، وكان ذلك في جو من الحميمية والمودة والمحبة.