+A
A-

“ مافي قرقاعون هالسنة” ولغيابه تأثيره واضح في حياة الناس

“ مافي قرقاعون هالسنة” ربما هذه هي الجملة التي سيسمعها الكثير من أطفالنا بسبب جائحة كورونا، التي أوقفت بعض مظاهر شهر رمضان الكريم التي اعتدنا عليها منذ سنوات طويلة، كالاحتفال بليلة الوداع، والقرقاعون، والغبقات، وأيضا صلاة التراويح، والقيام، والمجالس الرمضانية والخيام. ففي ممثل هذا الوقت من كل عام، أي قبل الاحتفال بليلة القرقاعون بيوم أو يومين، تنتعش الأسواق ويتهافت الناس لشراء المكسرات والحلوى، كما يبدع الخياطون في عمل “أجياس القرقاعون” والمحلات تبتدع طرقا جميلة في عمل الهدايا، وما أن ينتهي آذان العشاء حتى تمتلئ الشوارع والطرقات بالأطفال في مشهد رائع.

والمعروف أن “القرقاعون” احتفالية تراثية ضاربة جذورها في التاريخ وعادة سنوية تقام في شهر رمضان، حيث يخرج الأطفال في هذه الليلة مبتهجين يجولون في الأزقة أو ما يسمى خليجيا بـ “الفرجان”، وهم يلبسون الملابس الجديدة التي قد تخاط لهم بهذه المناسبة خصيصا، ويحملون معهم أكياس السعف لجمع ما تيسّر من حلوى ومكسرات يمنحهم إياها أصحاب البيوت، وهم يرددون الأناشيد المعروفة بهذه المناسبة، ومن مميّزات هذه الاحتفالية أنّ الأطفال يمرّون، خلال هذه الليلة، على بيوت الأقارب والجيران طلبا للقرقاعون، وعندما يعطيهم أهل البيت إيّاه يعبّر الأطفال عن شكرهم بقولهم باللهجة الخليجية: “عساكم من عواده.. لا تقطعون العادة”.

وتختلف الأغاني والأهازيج التي يرددها الأطفال في كل دول الخليج، على حسب طبيعة الألحان، ولكن المضمون واحد، فأطفال البحرين يرددون التالي:

قرقاعون عاده عليكم، آوه يا الصيام ما بين قصير ورميضان، سلم ولدهم يا الله.. خله لأمه يا الله، والبنات يرددن، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يا المعمورة.

يا أم السلاسل والذهب يا نورة، عطونا من قال يسلم لك عبدالله، عطونا حبه وميزان سلم لكم عزيزان، يا بنيه يا الحبابه أبوك مشرع بابه، باب الكرم ما صكه ولا حط بوابه.

في بعض “الفرجان” يستخدمون “لفريسة”، وهي عبارة عن جسد حصان مصنوع من الخشب وملفوف بالقماش المزركش، ويدخل في وسطه أحد الشباب ويأخذ في الرقص والدوران والأطفال يرددون الأغاني والاهازيج، والفريسة تستخدم أيضا بكثره في ليلة الوداع، وبعض الاحتفالات.

ربما غيرت جائحة كورونا خريطة حياتنا من جميع النواحي، ولكن تأثيرها في شهر رمضان واضح تماما؛ لأن لرمضان أهمية وخصوصية عند الجميع الصغير والكبير، ومن اعتاد على أجوائه الجميلة لسنوات طويلة، حتما سيشعر بالفرق عندما يأتي عليه اليوم الذي تتوقف فيه كل الاحتفالات ومظاهرها.