+A
A-

قضية “الانتشار السريع للفنان” في ذاكرة نجوم زمان

إن انعدام الثقافة الفنية والفكرية لدى بعض الفنانين هو المسؤول الأول عن تخبطاتهم العشوائية وضياعهم على طريق الفن الصحيح، فأكثر شيء يتمتع به هؤلاء الفنانون هو ممارسة التمثيل بنشاط، ولكن ما لم يغتن وجدان الفنان بالثقافة الخصبة، فلن تستطيع موهبته أن تكشف عن التناقضات العديدة في الواقع، وسيبقى مقيدا ضمن آفاق ضيقة وسطحية يحسبها كل شيء في الحياة والواقع.

في الساحة العربية ظهرت مجموعة من الفنانين أكثر توهجا، ولكن ليس أكثر إقناعا، وجوه شابة وطموحة فتحت لها ستائر المسرح وأعمال تلفزيونية لتعمل وتبدع في عملها، ولكن بقيت عاجزة عن إقناعنا بسبب سعيها للانتشار السريع؛ ولهذا لم تحصل على التعاطف الحي من الجماهير؛ لأنها باختصار قدمت خلطا وتشويشا بسبب عدم صدقها في الفن والبحث عن الشهرة سريعا.

تابعت برنامجا جميلا على قناة “البحرين لول” من تقديم مصطفى عرفة، حيث كان يجرى لقاءات سريعة مع عدد من الفنانين حول مسألة “ الانتشار السريع للفنان” وبطبيعة الحال تعددت الإجابات ووجهات النظر، ولكن الجميع أتفق على شيء واحد وهو سلبية الانتشار السريع للفنان. فترى الفنانة سمية الألفي أن الانتشار السريع قد يكون محفوفا بالمخاطر، والمقياس ليس في كم الأدوار، إنما في الكيف وحسن الاختيار. وبدورها قالت الفنانة شهيرة إن الجمهور يرى أنها مقلة في أعمالها، وقليلة الظهور، وعزت السبب في ذلك إلى التأني في اختيار الأدوار وعدم الظهور من أجل الظهور فقط، فقد تعلمت منذ دراستها في المعهد على الاهتمام بانتقاء الدور المناسب والشهرة ستأتي مع مرور الوقت.

أما الفنان البحريني قحطان القحطاني، فأوضح من جانبه أن الكيف أهم بكثير من الكم، في السابق وفي بداية مشواره الفني كان يقبل أي دور للانتشار السريع، ولكن مع اكتساب الخبرة أصبح لا يقبل أي دور يعرض عليه، وإنما الدور الذي يناسبه ويضيف إلى رصيده الفني.

الفنان سعيد صالح رحمه الله أكد ضرورة الالتزام بانتقاء الأدوار وعدم الاستعجال في الظهور؛ لأن الفن يحتاج خبرة متراكمة وصعود السلم خطوة خطوة، وشاطره الرأي الفنان عبدالله ملك.