+A
A-

أمل جناحي .. صدفة بريادة الأعمال خير من ألف ترتيب

والداي زرعا فيّ حب العمل والعطاء والتفاني فيه

الأميرة سبيكة بنت إبراهيم سند وفخر لكل بحرينية

أغير وظيفتي باستمرار وقتما وجدت فرصة لتعلم جديد

وجود “تمكين” ساعدنا خصوصًا دعم المؤتمرات والمعارض

أول 5 سنــوات فــي المشــروع كــانت ذهبيــة

إحدى الصعوبات الكببرة استخراج “الفيزا” للمتحدثين في الفعاليات

 

لم تكن تفكر يومًا بالدخول في مجال ريادة الأعمال رغم أن والدها كان له تجربة في ذلك، إلا أن الصدفة قادتها للعمل في مجال تنظيم المؤتمرات والعلاقات العامة واستمرت فيه، بل وبرعت فيه، خصوصًا أنها تمتلك خبرة مهنية في مجال المبيعات والتسويق وإدارة المشاريع تتجاوز 18 عامًا.

ترى ضيفتنا ضرورة ترك بصمة فيما يتم إنجازه وتحقيقه، “البلاد” التقت سيدة الأعمال، أمل جناحي، مؤسس (أ.ج لتنظيم المؤتمرات والعلاقات العامة)، وهي عضو ورئيس مجلس إدارة في جمعية “آفاق” لتطوير المشاريع، عضو في جمعية سيدات الأعمال البحرينية، عضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية للمسؤولية الاجتماعية، وعضو جمعية ألواني البحرين. ما يلي نص لحوار معها:

المولد والنشأة

ولدت في العام 1979 في المنامة، وأنا الابنة الوحيدة لوالدَيَّ. تخرجت من المرحلة الثانوية.

تزوجت في سن مبكرة، ثم التحقت بجامعة البحرين لدراسة بكالوريوس إدارة الأعمال، وأتذكر أنني في العام الدراسي الأخير بالجامعة كنت أقدم الامتحانات النهائية ووضعت ابنتي الصغرى، وكان لدي ابنتي الكبرى في سن 5 سنوات، وأيضًا كنت موظفة بدوام على فترتين، كان أمرًا شاقًا جدًا الانتهاء من العمل في الساعة 7.30 مساء، ثم حضور المحاضرات مساءً بالجامعة، ولكن عندما يكون لدى الشخص عزم وإرادة، فإنه يستطيع إنجاز الكثير.

بعد التخرج من الجامعة ارتأيت أنه من الضروري تغيير وظيفتي بعد الحصول على الشهادة - إذ كنت أعمل في مجال المبيعات - وتعلمت أمورا جديدة، فاتجهت للعمل في مجال التسويق خصوصًا أن المجالين مرتبطان ببعضهما البعض. وفي ذلك الوقت كان هناك وظيفة في شركة للتأمين وإعادة التأمين، ولرغبتي الشديدة بالعمل في هذا المجال ودخوله لم يكن لدي مانع من العمل حتى ولو كان دون مقابل مادي الذي لم يكن يشكل عائقًا بالنسبة لي، فقد كان المهم بالنسبة لي دائما التعلم. ربما هذا ما جعلني أتخبط قليلا في بداية حياتي العملية، حيث إنني كنت أنتقل من مجال لآخر؛ لأنني لم أكن قد وضعت هدفًا، إذ كنت أغير وظيفتي حالما أجد فرصة سانحة للتعلم.

‏وبعد سنوات من العمل في مجال التسويق والمبيعات ارتأيت ضرورة توجيه مسار عملي في اتجاه واحد، فحصلت على وظيفة مديرة مشاريع في معهد تدريب، فكانت الوظيفة ممتعة وشيقة جدا، ولا أزال أتذكر أن أحد المشاريع الكبيرة التي كلفت بها تمكنت من إنجازها خلال وقت قياسي، واستمريت بالعمل في هذا المجال لعام ونيف، وحتى ذلك الحين لم أكن أفكر أبدًا بالدخول في مجال ريادة الأعمال.

نقطة التحول

كانت نقطة البداية للدخول في مجال ريادة الأعمال، هي أن صاحبتي في المعهد تتحدث معي باستمرار لتأسيس مشروع ما. وبالفعل في العام 2011 قررنا تأسيس مشروع مشترك رغم أننا تلقينا الكثير من النصائح بأن التوقيت غير مناسب لفتح مشروع جديد، إلا أننا قررنا المحاولة، وبدأت أول شركة لي، كانت أفضل 5 سنوات رغم أن الكثير كان يشتكي من وضع السوق، إلا أن الوضع بالنسبة لنا كان مختلفًا في الشركة. كما أن وجود صندوق العمل “تمكين” ساعدنا كثيرًا خصوصًا أنه يقدم برامج لدعم المؤتمرات والمعارض وكذلك دفع الإيجارات ‏وغيرها من التسهيلات التي يقدمها الصندوق، وكانت بمثابة 5 سنوات ذهبية بالنسبة لنا.

بعدها واصلت المشوار وأسست شركتي الخاصة وأطلقت عليها اسم (أ.ج لتنظيم المؤتمرات والفعاليات) اختصارًا لاسمي (أمل جناحي) في العام 2016، واستكملت حاليًا 5 أعوام؛ لأنني مؤمنة أن الناس دائمًا ترجع للعمل مع الأشخاص وليس الشركات، فالناس تنسى الأسماء، لكن إذا كانت مرتبطة باسم الشخص الذي يتعاملون معه فلا ينسى، والتعامل مع الناس هو ما يجعل للشخص اسم في السوق.

تقول جناحي إن مجال الأعمال يشهد في أحيان ازدهار وانتعاش وفي أحيان أخرى ركود، وفي فترات الركود أتمنى أن أكون مازلت موظفة؛ لأنني محبة للعمل وزحمته، ولهذا فإن العمل في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض به تحديات كثيرة وهذا ما جعلني أحب هذا المجال خصوصًا أن كل يوم  يظهر عمل ومشروع جديد وكذلك العمل مع أشخاص مختلفين.

وتضيف أن التعامل مع شخصيات مختلفة يعد من التحديات التي نواجهها في العمل، خصوصًا أن البعض منهم يصعب التعامل معه؛ لذا مثل هؤلاء يحتاجون إلى قدر من المرونة، ومن التحديات إقناع الزبون بوجهة نظر منظم الفعاليات خصوصًا أنه يعمل في هذا المجال واكتسب خبرة مهنية تمكنه من معرفة ما هو مناسب، لذلك فإن اكتساب ثقة الزبون يمثل 90 % من إنجاز المشروع لأنها تفسح المجال للتعديل والإنجاز.

وعن الدخول في مجالات جديدة للعمل، تقول جناحي إنها تدرس الدخول في مجال تنظيم حفلات الزفاف والأعراس؛ نظرًا لأن السوق يشهد تغيرًا.

البحرين بيئة خصبة لتنظيم الفعاليات

وعن تطور العمل بقطاع تنظيم المؤتمرات والفعاليات، تقول جناحي إن سوق البحرين تمتاز بالعديد من الإيجابيات، فهي خصبة من جميع النواحي، منها موقع البلد، التي يحب الكثير زيارتها، طبيعة الناس مضيافة، والأسعار في متناول الجميع، ومن ناحية اقتصادية، فإن المملكة تقدم الكثير من المميزات والتسهيلات الاقتصادية، منها وجود العديد من الجهات التي تستثمر في العنصر البشري، ومنها صندوق العمل “تمكين”.

وتضيف أنه خلال فترة عملها في هذا المجال البالغة 10 سنوات، تطور العمل بهذا المجال كثيرًا وشهد قفزة نوعية وتحولا سواء من ناحية استقطاب متحدثين ومشاركين من مختلف دول العالم، أو استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.

وتشير جناحي إلى وجود بعض الصعوبات التي تواجهها الشركات، وتأمل في معالجتها وتسهيلها من جانب الجهات المعنية، موضحة أن أحد أكبر هذه الصعوبات هي استخراج تأشيرة السفر “الفيزا” للمتحدثين، حيث يتم في أحيان رفض إصدارها لمتحدثين أو مشاركين قبل أيام من انعقاد الفعالية وذلك بعد شراء التذاكر وإجراء الحجوزات والإعلان عن قائمة المتحدثين التي تشمل الأسماء التي لم يتم الموافقة على إصدار تأشيرات  لها، داعية لوضع آليات تسهل على منظمي الفعاليات التأكد من إمكان إصدار التأشيرات للمتحدثين في وقت اختيار الأسماء وقبل الإعلان عنها، مشيرة إلى أن الإعلان عن أسماء المتحدثين وعدم حضورهم يؤثر على سمعة الشركة المنظمة خصوصًا أن البعض يسجل للحضور لمتحدث معين.

وتؤكد أن هنالك صعوبات، لكنها تؤمن بانه إذا لم تكن هناك صعوبات، فسيكون السوق مفتوحًا لدخول الشركات غير الجادة وغير المؤهلة (...) وقد شهدنا دخول الكثير من الشركات لسوق العمل في مجال تنظيم المؤتمرات، إلا أنها لم تستمر بسبب اعتقادهم أن أمر تنظيم الفعاليات عملية سهلة، لافتة إلى أن العمر الافتراضي للشركات المبتدئة هو 3 سنوات، وتختفي بعدها الشركة لعدم استطاعتها المواصلة، خصوصًا أنه يتم فتح السجلات التجارية دون رأسمال، وبالتالي يتم استنفاذ السيولة التي لديهم، ثم يخرجون من السوق، إلا أن البعض منهم قبل خروجهم من السوق يخفضون الأسعار إلى أقل مما هو متعارف عليه وبالتالي يؤثرون على السوق.

داعمي الأول شريك حياتي

وعن كيف استطاعت التوفيق بين الحياة العائلية والمهنية، تقول جناحي إن الفتاة عندما تتزوج في سن مبكر يجب أن يكون الزوج سندا ومعاونا لها؛ حتى تتمكن من تحقيق ما تريد إنجازه، وإلا فإنها لن تستطيع إنجاز أي شيء خصوصًا في مجتمعنا، (...) زوجي داعم لي في كل شيءٍ من جميع النواحي ماديًا ومعنويًا؛ لذلك استطعت العمل وتحقيق ما أصبو إليه.

وتوضح “نستطيع الإنجاز عندما نضع نصب أعيننا الإرادة والعزيمة، وينظر للأمور بإيجابية، فعلى سبيل المثال الوباء العالمي كورونا “كوفيد 19” هنالك شركات تأثرت وأخرى تربح بشكل جنوني، منها الشركات الطبية، وحققت مكاسب لنحو 20 عامًا للأمام؛ لذا يجب أن يكون دائمًا المنظور من جهتين سلبية إيجابية”.

الفضل الأول للوالدين

الوالد والوالدة لهما الكثير من الفضل فيما استطعت إنجازه، حيث زرعا فيَّ حب العمل والعطاء، كما أن بيئة العائلة هي التي تشكل الانسان خصوصًا إذا كانت تدعم أبناءها ولا تقف في طريقهم سواء في تجربة شيء جديد أو القيام بعمل تطوعي. ووالديّ يعود لهما الفضل الأول في مساعدتي في تكوين شخصيتي ودائمًا يثقان في خياراتي وداعمان لي.

وضع خطة عمل طويلة المدى

وعن نصيحتها للشباب الراغب في دخول سوق العمل، تقول جناحي أولا يجب أن يكون لدى الإنسان عزم وصبر، ثانيًا يجب القيام ببحث مطول عن السوق ووضع خطة عمل طويلة المدى لمدة لا تقل عن 5 أعوام، وكذلك الاستعانة بالجهات التي تستطيع مساعدتهم واختصار على أقل تقدير عامين من الجهد الذي سوف يبذلونه، ومنذه الجهات “تمكين” الذي يقدم دعمًا للأجور والإيجارات والدعاية والإعلان والتسويق وغيرها.

عضوية الجمعيات التطوعية والمهنية

حاليًا جناحي عضو في جمعية البحرين للمسؤولية الاجتماعية، وعضو بمجلس إدارة الجمعية لدورتين مدة كل منها سنتين، كما أنها عضو بجمعية ألواني البحرين، وعضو بجمعية سيدات الأعمال البحرينية منذ العام 2011.

وقد ترشحت لانتخابات مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية، وكانت المنافسة قوية مع ترشح الكثير من السيدات، تعلمت من هذه التجربة الجميلة الكثير خصوصًا أنها التجربة الأولى لها للترشح، وهي حاليًا عضو بالجمعية ولها مساهمات بالمشاركة في الفعاليات وعضو بعدة لجان.

الأميرة سبيكة قدوة لكل امرأة بحرينية

تقول جناحي إن “ قرينية جلالة الملك صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قدوة لكل امرأة بحرينية وسندها، ونعتز فيها قائدة للمرأه البحرينية ونشكر جهودها التي ساهمت في رفعت المرأة البحرينية وتعزيز مكانتها وجهودها ووضعها في الصفوف الأمامية والمراكز القيادية”.

الهوايات

أحب السفر والسباحة والبحر واستكشاف أشياء جديدة، كما أحب المغامرة وخوض أمور جديدة، وهذا ما جعلني أغير مجال عملي مرات عدة في بداية المشوار، ومن ثم اختيار مجال عمل متجدد بشكل دائم.

 

حكمة مفضلة

مقولة لأرسطو “الاستمتاع بالعمل يضفي عليه المثالية”، من المهم جدًا أن نباشر عملا نستمتع به أولا، وكذلك قال بيكاسوا “إني أعمل دائمًا ما لا أستطيع عمله لكي أتعلم كيفية عمله”، وهكذا هو الحال في مجال تنظيم المؤتمرات فكل فعالية مختلفة عن غيرها وكل فعالية يجب أن تتميز عن غيرها ومن المهم التجديد بالأفكار والتميز عما هو موجود بالسوق.