+A
A-

كيف تساهم الرياضة في الوقاية من “كورونا”؟

عصف فيروس كورونا (كوفيد  19) بالرياضة في كافة أرجاء العالم وتوقفت معظم الأحداث والمسابقات الرياضية ومن بينها أولمبياد طوكيو 2020 أكبر حدث عالمي متعدد الرياضات والذي كان مقررا له أن ينطلق 23 يوليو المقبل، وأصبحت الملاعب والصالات مهجورة، ولكن هل يعني ذلك أن تتوقف عجلة الرياضة في حياة الإنسان؟

يجمع الأطباء والخبراء والمختصون على أهمية الرياضة على الصحة العامة للإنسان بدنيا ونفسيا، لأن الرياضة غير محصورة في الجانب التنافسي عبر إقامة المسابقات وإحراز الكؤوس ونيل المكافآت المالية وإبرام الصفقات الخيالية للنجوم والمدربين.

وفي ظل تفشي وباء كورونا والدعوات المطالبة بالجلوس في المنزل هل يعني ذلك التوقف عن النشاط البدني والاكتفاء بمشاهدة التلفاز ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي عبر الهاتف والإفراط في تناول الطعام؟ وهل للرياضة دور في الوقاية من هذا الوباء؟

الإجابة على هذا السؤال تكمن في الدراسة التي أجراها الموقع الطبي الأميركي “HealthDayNews” والتي أظهرت نتائجها بأن التمارين الرياضية ما بين الخفيفة إلى المتوسطة التي تتم نحو 3 مرات في الأسبوع تؤثر بشكل إيجابي على جهاز المناعة في الجسم. وكشفت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية على الإطلاق أو الكثير من التمارين - على مدار خمسة أيام من التمارين في الأسبوع - كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين مارسوا الرياضة بشكل معتدل، وبالتالي، تشير البيانات إلى أن التمارين لمدة تصل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، تعد نظام المناعة بشكل أفضل لمحاربة العدوى الفيروسية، الأمر الذي يعني أهمية عدم ممارسة تمارين ذات حمل تدريبي عال وإنما معتدلة أو متوسطة.

وتشير البيانات إلى أن التمارين المعتدلة لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا تحسن فرص البقاء على قيد الحياة، لذلك، على الأقل قد تكون التمارين الخفيفة إلى المعتدلة أيضًا تشكل درع وقاية من الفيروسات، في حين أن القليل من التمارين الرياضية أمر جيد لكن انعدام الرياضة أو الكثير من التمارين سيء.

وبناء على ذلك فإن المقدر الصحيح للتمرينات الرياضية (الخفيفة إلى المعتدلة) من 20 - 45 دقيقة 3 مرات بالأسبوع، مع أهمية المحافظة على اللياقة البدنية أثناء فترة الحجر الصحي، وتجنب الاتصال الجسدي أثناء التدريبات لمكافحة الإصابة بالعدوى، وغسل وتعقيم المعدات بعد الاستخدام.

ولا يشكل المكوث في المنزل أي عائق لممارسة بعض الرياضات الخفيفة مثل القفز بالحبل أو استخدام أجهزة المشي وجهاز الدراجة والكثير من التدريبات الأخرى المنتشرة في المواقع والتطبيقات المتخصصة إلى جانب وجود فيديوهات متعددة في (اليوتيوب)، كما يمكن للكثيرين أن يمارسوا رياضة المشي حول المنزل لخفض السعرات الحرارية والمحافظة على وزن مثالي والوقاية من الأمراض وفي مقدمتها فيروس كورونا.