+A
A-

الصايغ: تكريم البحريني واجب في أرضه قبل الخارج

نجح الفنان الكوميدي أمين الصايغ في التعاطي مع الكوميديا وتطويرها إلى المستوى الذوقي، مستخدما تكنيك الاتجاهات الجديدة في المسرح والدراما التلفزيونية، وهو فنان تكوينه الفكري والفني اتخذ سمات الإبداع، وكأن مقولة توفيق الحكيم تنطبق عليه “هذا الممثل أعجوبة الحياة في كل صورها”. وجوده في العمل يعطيه قوة دافعة، ويسجل تفوقه بكل معاني التقدم والإيجابية. والصايغ أكثر من يجيد تمثيل المواقف المختلفة على تباينها بشكل يبلغ حد الكمال. “البلاد” التقت بالفنان الصايغ من الصميم إلى الصميم، على طرب الموجات ومنحنيات الرمال.

ما شعورك بعد وفاة رفيق الدرب المرحوم علي الغرير؟

المرحوم كان يعني لي الكثير، وكان أداة الحياة وأداة المعرفة، وكان الحواس الخمسة، وعلاقتي معه أكبر من الفن، وبداية مشواري في عالم التمثيل كانت معه، وتأثرت به إلى حد كبير، وتعلمت منه أدق تفاصيل الفن سواء في المسرح أو التلفزيون، وهو مثلي الأعلى ومعلمي.

كونت ثنائيًا مع الغرير في مسلسل “لولو مرجان”. حدثنا عن البنية الداخلية لهذا الثنائي؟

أي ممثل يعمل مع علي الغرير (رحمه الله)، كان يشعر براحة تامة، وينجح ويتغلب على النواقص؛ لأنه يتلقى النصيحة والمعلومة الصحيحة حيال مسألة الثنائي.

وعندما كنت أقف أمام الغرير، يتسلقني الخوف والتوتر، كيف لا وهو نجم كبير وله حضوره وقوته في الساحة، ولكن سرعان ما تزول مخاوفي بمجرد أن استمع إليه ويحثني على العطاء ويشجعني لبلوغ أرفع قمم الأداء، ويشعرك انك في مستواه وليس أقل منه.

وهناك مسألة أخرى ينبغي ذكرها وهي، أن العلاقة الأخوية القوية التي كانت تربط علي الغرير بأمين الصايغ وخليل الرميثي كانت بوابة النجاح للثنائي، سواء في “طفاش” أو “لولو مرجان”.

لازال النشاط الدرامي في البحرين ضعيفًا رغم بعض الاجتهادات.. ما تعليقك؟

إنها مسألة متشعبة وذات أبعاد كثيرة، وأنت قريب من الفن وعلى دراية به، فنحن ينقصنا الإنتاج والاستمرارية ودوران العجلة لا يسير بالشكل الصحيح، حتى أدوات الفنان ومهارته قد تتأثر إذا لم تكن هناك أعمال في الساحة. وان الممثلين الذين نعدهم في الصف الأول أصبح عددهم قليلا جدا، منهم من توفاه الله، ومنهم “الله يعطيه الصحة والعافية”، وهذه مسألة غاية في الأهمية، وساحتنا أيضا تخلو من الفنانين الصغار، ولم يتبق إلا الجيل الوسط وهو يعاني كذلك.

ونتمنى عودة الدراما البحرينية إلى سابق عهدها وتأثيرها العميق في حياة الناس.

في الآونة الأخيرة، سمعنا انتقادات على المسرح التجاري الخليجي، الذي يأتي لعرض الإسفاف والتهريج في البحرين.. ما رأيك؟

أولا لنعرف أن التسهيلات التي تقدمها البحرين للإنتاج المسرحي كثيرة جدا، وتعتبر الأقل خليجيا من ناحية التكلفة المادية، ولكن المشكلة تكمن في عدم معرفتنا بذوق الجمهور ومشاعره المتفرقة.

فمثلا تجد حسابات “السوشيل ميديا” تنتقد مسرحيات الممثل الفلاني، وترى عتو الأمواج والرياح المتلاطمة، ولكنك تدخل في دوامة من الحيرة عندما تشاهد من كان ينتقد يملأ صالة العرض ويذهب إلى مسرحياته.

وهي معادلة غريبة، وهنا تأكيد على أن المسرح يقوم على الجمهور وعالمه الجارف.

هل ترى أي مستقبل للمواهب الشابة؟

لا يمكن أن تنمو المواهب من دون الإنتاج والاستمرارية في الأعمال، تماما كما حصل لنا في السابق مع كثافة المسلسلات.

وكنا نخرج من عمل مسرحي إلى مسلسل تلفزيوني وهكذا.

فكانت الأرضية خصبة للمواهب وذات نكهة خاصة، وباختصار، لا مستقبل للمواهب الواعدة من إنتاج.

هناك وجوه في “السوشيل ميديا” اشتهرت بشكل سريع، وبمجرد الظهور في فيديو أو اثنين، في حين هناك نجوم عمالقة احتاجوا لسنوات لصنع أسمائهم. كيف تنظر إلى هذه الحالات؟

مع كامل احترامي للأسماء البارزة في “السوشيل ميديا”، ولكن في نهاية المطاف هم ليسوا فنانين بالمعنى الحقيقي للكلمة، وقد يكون الواحد منهم فنانا لمدة دقيقة واحدة في “سناب شات” أو “انستغرام”، ولكن بعد الدقيقة سيختلف الأمر كثيرا وسيظهر على حقيقته.

فهؤلاء لا يمتلكون أدوات التمثيل والحس الفني والنفس الطويل وهذا هو الفرق.

ولو جاء الوقت واختفت على سبيل المثال تلك الوسائل لما شاهدت أحدا منهم.

هل ترى في أبنائك بذرة التمثيل؟

لدي من الأبناء خليفة وعبدالرحمن وخالد، واشعر أن خليفة وعبدالرحمن هما الأقرب.

لقد كرم مهرجان العين السينمائي في دورته الأخيرة الفنان علي الغرير، كيف تصف هذه المبادرة؟

مبادرة تشكر عليها إدارة المهرجان، ولكن نتمنى أن يحتل الفنان البحريني كامل الشاشة، ويكرم في أرضه قبل تكريمه بالخارج، وفي حياته وليس بعد مماته.

لماذا لا نكرمه في حياته الزاهية الساطعة التي لا تنسى، ولماذا يتجمد ويتعطل التكريم إلى بعد الحياة؟

لو طلب منك حكم على الدراما الخليجية، فماذا سيكون؟

تظللني أطياف الأسف وأقول، جميع المسلسلات الخليجية متشابهة، وأعني المسلسلات “المودرن”، ولهذا نحن نطالب بعودة الأعمال التراثية؛ لأنها ستكسر الروتين وآلية العطاء.