+A
A-

رصاص ببغداد والمتظاهرون يطلبون حماية أممية

تجددت أمس الجمعة، الصدامات وعملية إطلاق النار في ساحة الوثبة القريبة من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، حيث يتظاهر المحتجون على سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، فيما اتخذت إجراءات احترازية في الناصرية لتأمين المتظاهرين الذين طالبوا بتدخل الأمم المتحدة لتحقيق مطالبهم وحمايتهم.

يأتي ذلك بعد أن أطلق ناشطون دعوات لتظاهرة كبرى في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد، وساحات الاعتصام في المحافظات الجنوبية، أمس، تنديدا بعمليات القتل المستمرة للمتظاهرين السلميين.

الدعوات تأتي أيضاً للضغط على الطبقة السياسية من أجل تسمية رئيس للوزراء، وتحديد موعد محدد للانتخابات المبكرة والمصادقة على قانون الانتخابات.

وأشارت مصادر إخبارية إلى سقوط جرحى في صفوف المحتجين نتيجة إطلاق للرصاص الحي في ساحة الوثبة القريبة من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.

وأضاف، أن القوات الأمنية العراقية اقتحمت الوثبة، وسط توتر بالقرب من جسر السنك.

وفي مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، طالب المحتجون برحيل قائد شرطة المحافظة. المحتجون قاموا بتعليق صور القائد وكتبوا عليها عبارة “ارحل يا قاتل”.

وأفادت وسائل الإعلام العراقية أن المتظاهرين في ساحة الحبوبي، وسط الناصرية بمحافظة ذي قار، علقوا لافتة بـ 6 لغات تطالب بتدخل الأمم المتحدة لتحقيق مطالب المتظاهرين وحمايتهم.

المتظاهرون شددوا على ضرورة تشكيل حكم انتقالي في العراق للعبور من الأزمة الحالية، كما طالبوا بالتخلص من الأحزاب الفاسدة وإنهاء ظاهرة القتل والخطف والتهديد.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا أمس أنصاره لتظاهرة “شعبية حاشدة” في العاصمة بغداد، بعد الفشل في الاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وقال الصدر، في تغريدة “مرة أخرى، قد فشل السياسيون في تشكيل الحكومة، وما يزال بعضهم يماطل في تحقيق مطالب المتظاهرين”.

واختصر الصدر هذه المطالب في “محاكمة الفاسدين بقضاء نزين وإقرار قانون الانتخابات وتشكيل حكومة غير جدلية وغير تبعية بوزراء مستقلين، إلى جانب تحقيق استقلال العراق وسيادته وتنظيم انتخابات نزيهة مبكرة خلال الأشهر المقبلة”.

من جانبه، ندد المرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني، أمس، استخدام القوة ضد المتظاهرين في العراق، مؤكداً أنه قد سالت الكثير من الدماء البريئة في الأشهر الأربعة الماضية.

وأعلن السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبدالمهدي الكربلائي في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، عن رفضه “القاطع” لمحاولات فض الاعتصامات، مؤكداً أن استمرار الأزمة الراهنة ليست في مصلحة العراق.

وكرر السيستاني دعوته للإسراع بتشكيل حكومة تتمتع بثقة الشعب، مجدداً الدعوة لإجراء انتخابات نزيهة بأسرع وقت ممكن.

وشدد السيستاني على أن “البرلمان المنبثق عن انتخابات مبكرة هو المعني بالإصلاح”.

والجمعة الماضية، حث السيستاني الأحزاب السياسية في البلاد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.

وقال السيستاني في خطبة الجمعة “إن المرجعية الدينية في العراق تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق، واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضا وشعبا، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة”.

كما شدد على “أن تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلا عن المدة المحددة لها دستوريا، ومن الضروري أن تتعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف، فإنه خطوة مهمة في طريق حل الأزمة الراهنة”.