+A
A-

رؤساء الأندية يؤيدون تقليص ساعات الدوام المدرسي

الدوام طويل ويحرم الطلبة من ممارسة الرياضة

الأندية تعاني.. والطلبة مرهقون وأولياء الأمور يشتكون

التقليص سيخدم الرياضة وسيزيد من اكتشاف المواهب

 

أيّد عدد من رؤساء الأندية الوطنية مقترح مجلس النواب بتقليص ساعات الدوام المدرسي إلى 4 ساعات للمرحلة الابتدائية و5 ساعات للمرحلتين الإعدادية والثانوية، مؤكدين الانعكاسات الإيجابية لهذا المقترح على مسيرة الحركة الرياضية بشكل عام من خلال إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الطلبة لممارسة الأنشطة الرياضية في الأندية الوطنية والمساهمة في خلق جيل صحي واعد قادر على تحقيق التنمية في شتى مجالات الحياة، بالإضافة إلى استقطاب أكبر عدد من الطلبة وبروز المواهب لتمثيل المنتخبات الوطنية في شتى المحافل الخارجية.

وأكد رؤساء الأندية معاناتهم من ساعات الدوام الرسمي الحالية والتي تعيق انضمام الكثير من الطلبة الموهوبين رياضيًّا بالأندية ولا تتيح أمامهم الفرصة لإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم وممارسة الألعاب الرياضية التي تلبي رغباتهم وميولهم، مؤكدين في الوقت ذاته أهمية أن لا يكون لتقليص ساعات الدوام أي تأثير سلبي على التحصيل العلمي للطلبة.

رئيس نادي سار عباس عبدالوهاب أكد لـ “البلاد سبورت” أهمية تقليص ساعات دوام الطلبة ليتسنى لهم مزاولة الألعاب الرياضية في الأندية، مضيفًا “ينتهي الدوام المدرسي بالنسبة لمعظم الطلبة في حدود الساعة 2 ظهرًا ثم يأتيه باص النادي الساعة 3:45 عصرًا، وبالتالي فإنه لا ينال قسطًا كافيًا من الراحة ويتعرّض للتعب والإرهاق، وبعد عودته إلى المنزل الساعة 6 مساء، وربما أكثر، فإنه غير قادر على حل واجباته المدرسية خصوصًا وأن معظم المدارس الخاصة لم تلغ الواجبات المنزلية على الطلبة..”.

وأضاف “العقل السليم في الجسم السليم ومن هنا تكمن أهمية حثّ الطلبة على ممارسة الرياضة ليس من أجل المنافسة وتمثيل المنتخبات وحصد الإنجازات فقط وإنما من أجل الصحة العامة للجسم، وبالتالي يجب علينا أن نوفر للطالب الوقت المناسب لمزاولة الأنشطة البدنية”.

وأشار عباس في الوقت ذاته بأن قرار تقليص ساعات الدوام المدرسي يجب أن يخضع إلى دراسة متكاملة لتحديد النواحي الإيجابية والسلبية حتى لا يؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة وإن كان التقليص ستكون له آثار إيجابية كبيرة على مسيرة الرياضة البحرينية.

وبدوره، قال رئيس نادي مدينة عيسى أحمد العكبري أن تقليص ساعات الدوام المدرسي مفيد للاعبي الفئات السنية بالدرجة الأولى (طلبة المرحلة الابتدائية والإعدادية) وسيمنحهم الوقت الكافي للراحة بعد العودة من المدرسة ومن ثم الانخراط في الحصص التدريبية والمنافسات الرياضية بالأندية.

وأضاف “تقليص الدوام لن تقتصر آثاره الإيجابية على الجانب الرياضي فقط، فالطلاب اللاعبون حاليًّا لا يجدون الفرصة والوقت الكافي لمذاكرة ومراجعة دروسهم، بينما تقليل ساعات الدوام الرسمي ستمنحهم الفرصة للعودة إلى المنزل والمذاكرة وتنظيم وقتهم بصورة أفضل من السابق..”.

وأوضح العكبري أن إعادة النظر في ساعات الدوام ستخدم الأندية في توزيع شبكة المواصلات بالإضافة إلى توزيع الحصص التدريبية على الصالات، خصوصًا الأندية التي تملك صالة واحدة وعدة ألعاب.

وقال رئيس نادي مدينة عيسى إن اللاعب حاليًّا محصور ما بين الدراسة واللعب والكثير من أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الانخراط بالأندية بسبب ضيق الوقت وهو ما يتطلب دراسة الأمر بشكل جدي والسعي لتقليص ساعات الدوام من خلال إعادة هيكلة المناهج الدراسية من جديد وإجراء بعض التعديلات على البرنامج الدراسي بما يتلاءم مع التقليص.

وأضاف “في حال انتهاء فترة الدوام الساعة 12:45 ظهرًا، فإن ذلك سيخدم الطلبة في الكثير من الأمور وسيمنحهم الوقت الكافي لممارسة الرياضة والترفيه كذلك ومنحهم طاقة إيجابية للدراسة، ولذا فإننا نطالب بتطبيق هذا القرار في أقرب وقت لما له من فوائد كثيرة”.

ومن جهته، قال رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد إن تأخر دوام الطلبة المدرسي يعتبر أم المشاكل في ناديه، وهي أزمة تؤرّقهم كثيرًا وتحرجهم أمام أولياء الأمور بل إنها تسببت بتدهور العلاقة بين النادي وأولياء الأمور، فبعض اللاعبين يصلون منازلهم الساعة 3 أو 3:30 ثم يأتي لهم الباص الساعة 4 عصرًا وبالتالي فإنهم لا يجدون الفرصة الكافية للراحة، كما أنهم يعودون في ساعة متأخرة ليلاً وبالتالي لا يملكون الوقت للجلوس مع أهلهم ومذاكرة دروسهم وقضاء وقت في الترفيه والراحة الكافية للجسم.

وأضاف “لقد وجّه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مشكورًا بإلغاء الواجبات المنزلية على الطلبة وكان للقرار أثر طيب وإيجابي لدى جميع الطلبة وأولياء الأمور.. وتأتي مشكلة طول الدوام الدراسي والتي لا تقل أهمية عن سابقتها وهو ما يدعونا للمطالبة بإعادة النظر فيه من خلال تقليص ساعات الدوام لينعكس ذلك على الأداء الرياضي للطلبة واستقطاب أكبر عدد منهم في مختلف الألعاب”.

وأوضح أن الدوام الحالي ساهم في عزوف الكثير من طلبة المدارس الخاصة عن المشاركة في الأندية بسبب عدم إلغاء الواجبات المنزلية عنهم أسوة بالمدارس الحكومية إلى جانب حرص أولياء الأمور على توفير حصص خصوصية لهم وهو ما يحول دون القدرة على الاشتراك في الأندية، واتجاه بعض الطلبة إلى الأكاديميات لمدة يومين في الأسبوع، مشيرًا إلى عدم الجدوى من مكوث الطلبة لوقت طويل داخل المدرسة في ظل وجود وقتين للفسحة.

ومن جانبه، أكد رئيس نادي البديع علي حسن الدوسري أهمية تقليل ساعات الدوام المدرسي منعًا لإرهاق الطلبة المنتسبين إلى الأندية، مضيفًا “هناك لاعبون على سبيل المثال يدرسون بمدرسة الهداية الخليفية في المحرق وهم من سكنة البديع، يصلون إلى منازلهم في وقت متأخر ما بين 3 -3:30 عصرًا فيما تنطلق المباريات الساعة 5 عصرًا في فصل الشتاء والوقت الفاصل ما بين حضور اللاعب إلى المنزل والمباراة ساعة ونصف تقريبا وبالتالي فإنه لا يحصل على فترة للراحة”.

وأشار إلى أن طول الدوام المدرسي ساهم في عزوف الكثير من اللاعبين المتميزين عن مواصلة اللعب في النادي مطالبًا وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في الوقت والعمل على تقليل ساعات الدوام.

وتابع الدوسري “النادي لا يقل أهمية عن المدرسة وإن كنا نؤمن بأن التربية والتعليم أمر مهم لحياة الطالب وولي الأمر وضمان مستقبله، ولكن النادي مكان يبث قيم إنسانية ورياضية واجتماعية كبيرة مثل الاحترام والصداقة والمساواة وإبراز الذات والكثير من القيم الأخرى، وله دور ثقافي واجتماعي ويقدم لك دروسًا كبيرة في الحياة وبالتالي فإن دوره لا ينحصر فقط في المنافسة الرياضية وقد ساهمت الأندية في تخريج العديد من الشخصيات والنماذج الإيجابية في المجتمع”.

وبدوره، اتفق رئيس نادي البحرين عبدالرحمن الخشرم مع باقي رؤساء الأندية مؤكدًا ضرورة مراعاة ساعات الدوام المدرسي وتقليصه قدر الإمكان خدمة للحركة الرياضية، ليكسب الطالب أكبر قدر من الوقت لممارسة الرياضة ليس من أجل التنافس والإنجاز فقط وإنما من أجل الصحة والحياة تنفيذًا لرؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بجعل الرياضة أسلوب حياة وليس بهدف التسلية والترفيه فقط.

وأضاف “الوقت ضيق جدًّا بالنسبة للاعبينا الطلاب ونحرص في النادي على أن ننهي الجرعة التدريبية بسرعة ليصل اللاعب إلى منزله وهو بالكاد يحصل على الوقت الكافي لتناول غذائه بعد عودته من المدرسة، كما أننا نحرص لتوفير دروس خصوصية لمن يحتاج في مقر النادي”.

وأشار إلى أن النادي يعتبر مكانًا يتعلم ويكتسب فيه اللاعب الكثير من القيم التربوية والإنسانية والاجتماعية وهو مكمل لدور المدرسة وبالتالي يجب على وزارة التربية والتعليم أن تدرس موضوع تقليل ساعات الدوام بعناية لتحقيق اللاعب أكبر قدر من الاستفادة.