تتكون البنى المؤسسية (Enterprise Architecture) من 7 عناصر متكاملة رئيسة من شأنها إنشاء بنية مؤسسية فاعلة لمؤسسة ما. أما العنصر الأول فهو إطار العمل (Enterprise Architecture Framework) ومن شأنه التبسيط والتسريع والشمولية في إنتاج معمارية المؤسسة، بينما يمثل العنصر الثاني آلية العمل (Methodology). وتمثل الإجراءات والأدوات المستخدمة في إنتاج المعمارية المطلوبة للمؤسسة. يمثل العنصر الثالث المنظور (View)، وهي طريقة التعبير عن المؤسسة من منظور اهتمامات أصحاب المصلحة (Stakeholders) أما العنصر الرابع فيمثل وجهة النظر (Viewpoint) وهي طريقة التعبير المجردة عن اهتمامات أصحاب المصلحة (Stakeholders). أما العنصر الخامس فيشير إلى المبادئ (Principles)، وهي قواعد ومبادئ توجيهية عامة ودائمة تُعلِّم وتدعم الطريقة التي تنطلق بها المؤسسة بشأن أداء مهمتها.

العنصران السابع والثامن على التوالي يمثلان النموذج (Model) وهو تمثيل أُنشئ للأنشطة والعمليات والبيانات والموارد والأشخاص والأهداف والقيود الخاصة بعمل المؤسسة وأدوات النمذجة (Modeling tools)، وهي أدوات تستخدم لتصنيع النماذج صوريا مثل (ArchiMate, UML, BPMN, IDEF).

ولشرح الشكل العام للبنية المؤسسية، سوف أستخدم مثالين مبسطين أحدهما هو إطار عمل توجاف (TOGAF) لمؤسسة تجارية والآخر إطار عمل فياف (FEAF) لمؤسسة حكومية كوزارة أو هيئة.

وعليه يمثل “توجاف” إطار عمل لتصميم ونمذجة المؤسسات التجارية طبقا لـ 4 مستويات متتالية ومترابطة وتتمثل في الاستراتيجية، بنية الأعمال، بنية نظم المعلومات (برمجيات تطبيقية بيانات) وأخيرا بنية التكنولوجيا التقنية.  أما “فياف” فهو إطار عمل شامل لتصميم ونمذجة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وينقسم لـ 6 مستويات مترابطة من النماذج المرجعية متمثلة بالنموذج المرجعي للأداء، النموذج المرجعي للأعمال، النموذج المرجعي للبيانات، النموذج المرجعي للتطبيقات، النموذج المرجعي للتكنولوجيا التقنية ويحيط بكل ما سبق النموذج المرجعي للأمن.

آليات عمل البنى المؤسسية:

يتطلب إنتاج البنية أو المعمارية لمؤسسة تجارية ما اتباع آلية عمل (Methodology) خاصة بإطار عمل معين. فبالنسبة لإطار توجاف فآلية العمل تمر بـ 9 مراحل وهي المرحلة ابتدائية، رؤية العمارة، بنية الأعمال، بنية نظم المعلومات (بنية البرمجيات بنية البيانات)، الفرص والحلول، التخطيط للانتقال، حوكمة البناء، أخيرا إدارة التغيير. أما بالنسبة لإطار عمل فياف فالآلية تمر بـ 5 مراحل وتشمل التحديد والتحقق من الصحة، البحث، وضع الخطة، التنفيذ والقياس.

تبني مفاهيم المدن الذكية والحوسبة السحابية:

لعل ما يميز البنى المؤسسية كأحد فروع التخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات هو مواكبتها واستيعابها للمفاهيم والمبادرات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات ومثال على ذلك مفهومي المدن الذكية والحوسبة السحابية إذ تولي البحرين اهتماما بالغا بهما كروافد لجعل البحرين رائدة تقنيا في المنطقة العربية والعالم.

وعليه يجب أن تتمتع المؤسسات الحكومية التي ترغب في اعتماد السحابة (كتقنية لمدينة ذكية) عبر جميع وحدات الأعمال بفهم كامل لبنية ومكونات مؤسساتها وهذا ما يوفره إطارا العمل “فياف” و “توجاف”.

وفي ورقة علمية محكمة ومنشورة للكاتب تحت عنوان “Towards A Technological Reference Model of Bahraini Smart City” تم إنشاء تصميم أولي لبنية مرجعية لتكنولوجيا المعلومات (BSC - TRAM) خاص بالبحرين لتصبح أحدى المدن الذكية، فحتى تصبح المدينة ذكية يجب عليها أولا تحديد عناصر الأعمال وحصر جميع قدراتها التقنية من برمجيات وعتاد، وفي نفس السياق تم من خلال ورقة علمية محكمة أخرى ومنشورة لنفس الكاتب بعنوان “Towards a Cloud oriented technological reference model of Bahrain” تم إنشاء تصميم أخر لبنية مرجعية لتكنولوجيا المعلومات (BCSC-TRAM) خاص بالبحرين ويتواكب مع مفهوم الحوسبة السحابية للمدن الذكية.

الدكتور ايهاب جمعة عدوان

أستاذ مساعد بتقنية المعلومات

جامعة البحرين