+A
A-

القائد: الكتب التاريخية الأكثر ترجمة في المملكة

عبدالحميد القائد شاعر وكاتب ومترجم، عشق اللغة الانجليزية فأبدع في بحور اللغة وترجم العديد من الكتب والمقالات العلمية والمجلات، ويمتلك القائد عملا روائيا و4 دواوين شعرية وهي عاشق في زمن العطش، وصخب الهمس، وغربة البنفسج، وما عاد شيء يهمني، والقائد علم من أعلام الترجمة في البحرين فكان لنا حوار معه حول الترجمة وأحوالها وكيف تسير؟

كيف تقيم حركة الترجمة في البحرين؟

حركة الترجمة في البحرين بدأت تنتعش نسبيًا منذ فترة بسيطة، لكن هناك مترجمون محترفون ومبدعون يعدون على الأصابع والسبب في قلة العدد ربما يعود إلى غياب الحافز والدعم، فعملية الترجمة ليست سهلة بل مضنية، وهي مهنة لا تجتذب الشباب لأن المقابل المادي ضئيل، حتى خريجو الأدب الإنجليزي - تخصص ترجمة لا يفضلون العمل كمترجمين. هذه المهنة أضبحت خاسرة مؤخرًا بعد دخول أناس يسمون انفسهم مترجمين وهم ليسوا كذلك بل هم “غوغوليون” أي يعتمدون على الترجمة الإلكترونية. المترجم يجب أن يكون مثقفًا موسوعيًا ولكن مع الأسف الكثير ممن قابلتهم ليسوا كذلك ولا يحبون القراءة والاطلاع. والترجمة تنقسم إلى نوعين: الترجمة لأغراض تجارية والترجمة لأغراض ابداعية والتي تشمل كل أنواع الكتب الثقافية والنوع الأخير عددهم قليل في بلادنا بسبب صعوبة الترجمة الإبداعية وقلة عائدها.

 

ماذا ينقص البحرين لتزدهر فيها حركة الترجمة؟

لكي تنتعش حركة الترجمة في البحرين فهذا يحتاج إلى دعم معنوي ومادي من قبل الجهات المختصة، فطباعة الكتب المترجمة مكلفة والعائد متواضع على بيع الكتب المترجمة، هيئة الثقافة تحاول - مشكورة- طباعة كتب المبدعين من كتّاب ومترجمين لكنها قادرة على طباعة عدد محدود من الكتب والعملية تستغرق وقتًا. يمكن إنعاش الحركة مثلا بتنظيم مسابقة سنوية لأفضل كتاب مترجم في كل مجالات المعرفة أو إنشاء هيئة ضمن هيئة الثقافة تختص بأمور الترجمة وتشجيع البحرينيين للدخول في هذا المجال ببحرنة القطاع، المترجمون يلهثون خلف لقمة العيش فإذا كانت الدولة جادة وراغبة في تعزيز حركة الترجمة والحركة الثقافية فإنه من واجبها تفريغ من ترى أن لديهم الكفاءة والموهبة للقيام بهذه المهمة السامية.

 

ما اكثر الكتب التي تحظى بالترجمة؟

في رأيي إن اكثر الكتب التي يقبل المترجمون على ترجمتها عالميًا هي الروايات ومن بعدها الكتب السياسية والتاريخية والفضائحية، أما هنا في البحرين فأكثر الكتب التي حظيت بالترجمة هي الكتب التاريخية وخاصة التي لها علاقة بالبحرين وخاصة التي ترجمها الكاتب المترجم خالد البسام -طيب الله ثراه- مثل “الاحتكاك -حكايات الإرسالية الأمريكية في الخليج والجزيرة العربية” و”القوافل - رحلات الإرسالية الأميركية في مدن الخليج والجزيرة العربية” وبعض كتب الكاتب المترجم مهدي عبدالله والروايات مثل “مزرعة الحيوان” لجورج اوريل من ترجمة الدكتور محمد الخزاعي والترجمات عن المسرح والسينما للمترجمين الكاتب الروائي أمين صالح والكاتب الروائي نعيم عاشور.، وهناك مترجمون آخرون بالطبع مثل الدكتور منذر الخور والسيد فاروق أمين والسيدة لونا العريض وآخرون.

 

الترجمة هواية أم فن؟

الترجمة هي صنعة أو مهنة بشكل عام تتحول إلى نوع من الإبداع عند ترجمة أعمال ابداعية كالشعر -وهو أصعب أنواع الترجمة- والرواية والمسرح خصوصا إذا كان المترجم كاتبًا. المترجم الكاتب هو الأخطر فهو يترجم ولكنه في واقع الحال وكأنه يعيد صياغة العمل الإبداعي مضيفًا إليه عوالمه ولغته وربما رؤاه أي يتحول إلى “خائن” حقيقي للعمل الأصلي.

 

على أي أساس تقوم باختيار الكتب والمواضيع التي تود ترجمتها؟

أنا في الأساس مترجم احترفت الترجمة كمهنة منذ سنوات طويلة وترجمت في مختلف المجالات وخاصة الترجمة القانونية والتجارية والمصرفية، الترجمة الإبداعية بالنسبة لي هواية عندما يتوافر وقت فراغ بين صخب وازدحام مسئولياتي فلقمة العيش أصبحت عسيرة. لقد ترجمت كتاب “اللؤلؤ وأحلام المحار - أنطولوجيا الشعر البحريني الحديث” في عام 2007 وهو عبارة ترجمة لقصائد 29 شاعرًا بحرينيًا من الشعراء الحديثين والحداثيين إلى اللغة الإنجليزية كمحاولة لتعريف شعرائنا عالميًا، هذا الكتاب طبع على نفقة مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للثقافة بتشجيع مشكور من الشيخة مي آل خليفة، وقد طُبع هذا الكتاب في الولايات المتحدة. كما ترجمت رواية “نوران” للكاتب فريد رمضان ضمن عمل جرافيك مشترك مع الفنان جمال عبدالرحيم، بالإضافة إلى ذلك قمتُ بترجمة العديد من رسائل الفنان الهولندي فان جوخ وكانت الفكرة ترجمة كل رسائله ونشرها في كتاب لكن ضيق الوقت والظروف جعلتني أتوقف عن الاستمرار، وفي الواقع فإن لدي عدة مشاريع ترجمة إضافة إلى دواويني التي تنتظر النشر وروايتي الثالثة. المطلوب هو الوقت والفراغ الذي اصبح شحيحًا مع تعقيدات الحياة.