+A
A-

تكلفة نقل النفط الخام في أعلى مستوياتها

خيمت سلسلة من التوترات المتزايدة على منطقة الخليج العربي في الأشهر القليلة الماضية وآخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز. ووفقاً لخبراء فإن تكلفة نقل النفط الخام في ظل الوضع القائم ارتفعت حيث اقتربت أسعار الشحن باستخدام الناقلات العملاقة التي تنقل النفط من الخليج إلى آسيا من أعلى مستوياتها في أكثر من 4 أشهر.

وفي تصاعد للأحداث، استولت إيران أيضاً على ناقلة ثانية تملكها شركة بريطانية قبل أن يفرج عنها.

ولم تكن تلك المرة الأولى فقد جاءت تلك الحادثة عقب تمديد سلطات جبل طارق البريطانية فترة احتجاز ناقلة إيرانية تدعى “جريس 1”، أوقفتها في 4 يوليو الحالي شهراً إضافياً.

وقال خبراء إن تحركات إيران الأخيرة وتصعيدها للأحداث ضد ناقلات النفط بمضيق هرمز يُهدد أمن المياه الإقليمية وسيرفع تكاليف تأمين الشحن إلى نسب تاريخية لم تراها تلك الصناعة من قبل وذلك حال استمرارها الأمر الذي سينعكس على اقتصاديات دول الخليج والعالم ككل.

ورجح الخبير الاقتصادي محمد مهدي عبد النبي أن يزيد الوجود العسكري الدولي المرفقة للناقلات لتفادي تكرار الأعمال ضد ناقلات النفط العابرة بمضيق هرمز، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر ويضع تكاليف تأمين إضافية على الدول المصدرة عبر المضيق.

وتشير شركات التأمين على السفن إلى أن أضخم السفن التي تمر عبر منطقة الخليج تواجه تكاليف إضافية تصل إلى 200 ألف دولار للرحلة الواحدة التي مدتها 7 أيام، وهو ما يقارب ضعفي التكلفة التي كانت عليها في أول يونيو الماضي.

ولفت أن توالي الاعتداءات سيحمل مستقبل أكثر كلفة للدول التي تستخدم المضيق إذ لم يتم إحكام الأمن عند مرور الناقلات.

وأضاف أن الأزمة الحقيقة في ذلك التصعيد التأمين ليست في زيادة الأسعار فقط ولكن في صعوبة وجود تغطية تأمينية ضد أخطار الحروب بواسطة شركات التأمين.

مضيق هرمز

ومضيق هرمز له أهمية قصوى بالمنطقة حيث يفصل بين إيران وسلطنة عُمان ويربط منطقة الخليج وبحر العرب ويمر من خلاله معظم صادرات الخام من السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

ووفقاً لتقديرات غير رسمية فإن خُمس كمية إنتاج العالم من النفط تمر عبر المضيق حيث قدرت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية أن نحو 17.4 برميل نفط يومياً يمر بالمضيق وذلك بعد مرور النصف الأول من العام الماضي.

ولم تقف أهمية المضيق على ذلك بل يمر به إنتاج أكبر مُصدر للعالم من الغاز الطبيعي المُسال وهو إنتاج دولة قطر.

وبسبب تكرار الحوادث والتهديدات اعتبرت لجنة الحرب المشتركة لسوق لندن للتأمين المياه الإقليمية والدولية لدول منطقة الخليج العربي من المناطق عالية المخاطر.

تكلفة التأمين

وقال مدير شركة أوراق للاستشارات الاقتصادية إن كل سفينة ستحتاج بعد ذلك التصعيد المتتالي إلى أشكال متنوعة من التأمين، بما في ذلك تغطية سنوية ضد مخاطر الحرب، بالإضافة إلى تأمين إضافي عند الدخول في مناطق عالية الخطورة. وأوضح أن ذلك التصعيد جعل تكلفة التأمين على ناقلات النفط والسفن التجارية في المنطقة الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة تفوق 4 أضعاف وفى عرضة لمزيد من الارتفاع مع توقع استمرار الهجمات.