+A
A-

الظروف المالية تغيّر وجهات سفر البحرينيين

دفعت الظروف الاقتصادية والغلاء، الكثير من البحرينيين إلى تغيير عاداتهم وأسلوب معيشتهم خصوصا ما يتعلق بالرفاهية، حيث ظهر ذلك في الرحلات السياحية السنوية، نوعها، عدد أيامها، ووجهاتها، بعد أن بدأ كثيرون بالتخلي عن الفخامة لصالح الكلفة. ويقول مراقبون وعاملون في القطاع السياحي المحلي وأصحاب مكاتب سفر إن البحرينيين باتوا يستغنون عن “رفاهيتهم’’ مقابل الأساسيات مع عدم توافر السيولة والنظر لحسابات المستقبل، إضافة إلى صعود الأسعار لمستويات قياسية مع ثبات المداخيل.

ويؤكد المواطن محمد عباس إن “ارتفاع كلفة المعيشة فرض عليه اختصار الكثير من الكماليات، فالراتب لم يعد يكفي لآخر الشهر، الأمر الذي يوقف الخطط والبرامج التي تعنى بالترفيه’’.

وبين ‘’أن السياحة غابت الصيف الماضي عن برنامج العائلة، في حين اختار الذهاب هذا العام إلى تركيا كونها رخيصة نسبيا مع الاكتفاء بـ 7 أيام فقط’’.

أبو عبدالرحمن - وهو مواطن بحريني – كان أكثر إيجابية من عباس، حيث أكد أنه يحب السفر مرتين كل عام، وهو مواصل على برنامجه، لكنه بدأ يغير الوجهات التي يفضلها بحثا عن الرخص، فبدلا من لندن وجنوب شرق آسيا يقصد أذربيجان أو تركيا أو الأردن.

وأضاف “علينا التعامل مع الواقع وتكييف أنفسنا بحسب الظروف، التغيير مطلوب والغلاء في كل مكان بالعالم”.

وأبو عبدالرحمن وعباس كالكثير من البحرينيين الذين دفعهم تغير شكل الحياة وارتفاع كلفة المعيشة إلى تقليص الكماليات وحساب ما يعرف بـ “على الراتب أن يكفينا لآخر الشهر”.

من جهته، يقول صاحب شركة الخنيزي للسياحة والسفر، عمار الخنيزي إن “الظروف وغياب السيولة والغلاء دفعت البحرينيين إلى إعادة النظر في نوع وشكل الرحلات السياحية والدول المستهدفة، وشركات الطيران المستخدمة، فضلا عن عدد الأيام التي سيقضونها هناك’’.

وأكد أن “الفترة الماضية كشفت مدى تأثير الظروف الاقتصادية على الناس لاسيما بمستوى الرفاهية، (...) أعتقد أن الناس بدأوا بتغيير نمط معيشتهم اليومي، فما بالك بالسفر والسياحة والترفيه؟’’.

وأشار إلى أن العادة جرت أن تبدأ الحجوزات مع شهر أبريل من كل عام، (...) لم يحدث ذلك خلال العامين الجاري والماضي، لاحظنا تراجعا بنسبة تراوحت بين 20 % و30 % على أقل تقدير.

وربط الخنيزي ذلك بالتغييرات التي جرت على الأوضاع الاقتصادية في المملكة خلال هاتين السنتين مثل فرض القيمة المضافة وكذلك الأمر بالنسبة لما يتعلق بالتأمينات الاجتماعية، حيث دارت أحاديث بين الناس حول مزايا التقاعد وهو ما سبّب تخوفات لديهم ودفع البعض إلى الإمساك على السيولة التي بحوزته تحسبا للمستقبل.

وأوضح أن كلفة المعيشة باتت مرتفعة، وبالتالي يؤثر ذلك بشكل مباشر على رفاهية الناس، حيث يختصر أرباب العائلات الكثير من المشروعات الكمالية لصالح الأساسيات والسفر للسياحة على رأسها.

وأكد أن كثيرا من الناس بات يبحث عن الوجهات الأرخص مثل تركيا وأذربيجان مثلا، مستبعدين أوروبا ولندن ووجهات سياحية كانت نشطة في سنوات سابقة.

وتابع الخنيزي “كما أثرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس على عدد الرحلات، ففي الماضي كانت بعض العائلات تسافر مرتين في العام الواحد. أما الآن قلصتها لمرة واحدة أو كل سنتين مرة، أضف إلى ذلك تخفيض عدد أيام الرحلة الواحدة”.

وأشار إلى أن شركات الطيران هي الأخرى باتت تشعر بقلة أعداد المسافرين لبعض الوجهات السياحية؛ الأمر الذي دفعها إلى طرح تخفيضات بنسب جيدة بهدف جذب المسافرين.

إلى ذلك قالت مسؤولة الحجوزات في إحدى الشركات السياحية إن “حجم الحجوزات السياحية تراجع في نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري قياسا بالسنوات الماضية، وهو أمر ربطته بالوضع المالي في السوق وبارتفاع الكلفة التي شملت جميع الوجهات”.

وقدرت نسبة التراجع – في شركتها - بنحو 30 %، فضلا عن اقتصار الذهاب إلى دول عربية مثل دبي والأردن، وبعض دول القوقاز بحثا عن الرخص، في حين بدأ بعضهم بتقليص عدد الأيام التي يقضونها هناك، مع تخفيض فئة الفندق’’.

وأوضحت بأن ‘’البحرينيين مازالوا يسافرون بهدف السياحة والتمتع، لكن كثيرا من التقليص طرأ على برامجهم، حيث يفضل بعضهم حاليا الذهاب إلى الأردن وإيران وتركيا، عوضا عن تايلند وماليزيا، في حين ألغيت أوروبا من حساباتهم نهائيا’’.

لكنها عادت لتؤكد أن ‘’العروض التي تقدمها شركات الطيران، والتي تصل أحيانا إلى نصف القيمة تحفز البعض على السفر’’.