+A
A-

لماذا يموت كثير من الناس من موجات الحرارة المرتفعة؟

عادت موجة الحر الشديد التي تغمر معظم دول أوروبا الغربية بالأذهان إلى صيف العام 2003 الذي لقي فيه عشرات الآلاف من البشر في القارة العجوز مصرعهم.

وليست موجات الحر الشديد أمرا غريبا في أوروبا، إنما النادر هو أن تأتي إحدى تلك الموجات في وقت مبكر من الصيف. وتتخذ خدمات الطوارئ أعلى درجات التأهب لمواجهة هذا التحدي.

وليست أوروبا وحدها التي تضربها الموجات الحارة؛ ذلك أن أكثر من 100 ألف شخص لقي حتفه في ولاية بهار شمالي الهند حيث تخطت درجات الحرارة الأسبوع المنصرم حاجز الخمسين درجة مئوية. ويعتبر كبار السن والحوامل والأطفال من بين الفئات المعرضة للخطر بسبب ضعف مناعتهم.

وكذلك الذين تضطرهم ظروف عملهم إلى العمل تحت الشمس كالمزارعين وممارسي الرياضة. وهذه الفئات أكثر عرضة للخطر لأن الجهد البدني يرفع درجة حرارة الجسد أيضا.

باعتبارنا كائنات ذات معدلات حرارة ثابتة، فإن أجسامنا تحارب من أجل الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية حول 37 درجة مئوية.

ويقول منسق الصحة الأوروبي في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، دافرون محمدييف: “إذا طال أمد ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم بفعل التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة، فإن ذلك يمثل خطورة”.

ويضخ القلب المزيد من الدماء صوب سطح الجلد، حيث يمكن فَقْد الحرارة وإخراجها إلى الهواء. وهذا هو السبب في احمرار جلد بعض الناس في البيئات الحارة.

وإذا ما تعرض شخص للحرارة الشديدة لفترة طويلة فإن احتمالات إصابته بنوبات قلبية تتزايد.

ويقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة القلب في أستراليا توني ستابز “يؤدي العرق إلى جفاف الجسد، مما يقلص كمية الدم، والذي يتطلب بدوره ضخا أقوى من القلب لتوزيع ما تبقى من كمية الدماء حول الجسد”.

ويضيف: “وبالنسبة لأولئك الذين يعانون أمراضا في القلب والمعرضين بقوة لنوبات قلبية، يمكن في ظل أمثال تلك التغيرات أن تتردى حالة القلب على نحو قد ينتهي أحيانا إلى سكتة قلبية”.