+A
A-

متقاعدون: أين نستثمر؟ نخشى المخاطرة

عقدت غرفة تجارة وصناعة البحرين مساء أمس الأول ندوة ناقشت المشاركة الاقتصادية للذين قاموا بالتقاعد الطوعي من خلال البرنامج الذي طرحته الحكومة العام الماضي والذي نتج عنه تقاعد أكثر من 8 آلاف موظف حكومي خلال هذا العام. وسيطرت على الندوة أسئلة كثيرة من قبل المتقاعدين تمثلت في ماهي القطاعات التي ينبغي عليهم التوجه لها، وهل ينبغي الاستثمار في نفس مجالات عملهم وخبرتهم السابقة أم التوجه لقطاعات جديدة تدر عليهم أرباحا وتحسن من دخلهم وتجعلهم مساهمين اقتصادياً، وهل عليهم البحث عن شريك للدخول في العمل الخاص؟

وظل هاجس المخاطرة والمغامرة بالمدخرات التقاعدية هاجسا للأغلبية، في الوقت الذي طالبوا فيه بمشروع ملموس تقدمه الجهات المعنية خصوصا من رجال الأعمال الذين لهم باع طويل في التجارة، إذ أنهم لا يملكون (بحسب قولهم) المعرفة الكافية بظروف السوق التي تختلف عن العمل في أروقة المؤسسات الحكومية.

تعريف المتقاعدين بالفرص المتاحة

وفي هذا السياق، أفاد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، باسم الساعي، والذي يعد مسؤولاً في عدد من الشركات وأحد أصحاب الأعمال المعروفين، أن هذه الندوة تأتي ضمن مساعي الغرفة لتعريف المتقاعدين بالفرص المتاحة.

وأشار إلى أن الدخول في العمل الحر يحتاج “إلى شغف وحب” للعمل وبحسب المشروع الذي سيقدم عليه المتقاعد، مؤكدا أن الهدف ليس إجبار الجميع على التوجه لريادة الأعمال وفتح مشروعات خاصة، موضحا أن البيئة في البحرين مهيأة تماماً لمساعدة الجميع من خلال الكثير من البرامج التي توفرها البنوك التنموية مثل بنك التنمية والأسرة والإبداع إلى جانب صندوق العمل (تمكين) والعديد من المسرعات وحاضنات الأعمال، إذ توفر المملكة البيئة الأكثر احتضاناً لريادة الأعمال في المنطقة من خلال الكم الكبير من هذه البرامج. وقال الساعي “ قد تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء، لكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب”.

وأشار الساعي إلى أن الكثير من الفرص متاحة في جميع القطاعات بالبحرين، ومن الصعب تحديد أي القطاعات هي الأنسب للمتقاعد، فهو عليه اختيار ما يناسبه.

البحث عن مخاطر أقل

من جهته، قال فهمي بقلاوة إن مفهوم ريادة العمل قد ينطوي على مخاطر لكن المتقاعدين يبحثون عن مخاطر أقل من خلال العمل التجاري الاعتيادي.

ورد عليه باسم الساعي بالقول إنه من الطبيعي في عالم الأعمال أن يكون هناك مقدار تحمل معين للمخاطرة في أي عمل تجاري بحسب طبيعة هذا العمل.

أما مؤسس ومدير عام “ون جي سي سي” والذي كان متحدثاً في الندوة، فقد أشار إلى أن رأس المال جبان بطبيعته، ولكن قد يكون من المناسب البحث عن شريك مناسب للمشاركة في مشروع ما أو الاستفادة من برامج إحدى الجهات الداعمة مثل صندوق العمل “تمكين”.

أما رجل الأعمال أحمد البنخليل فقدم نصيحة إلى المتقاعدين الذين غصت بهم قاعة اجتماعات الغرفة، مشيراً إلى أنه ينبغي أن تكون هناك دراسة جدوى اقتصادية قبل الإقدام على أي مشروع قائلا “ لا تضعوا بيضكم في سلة واحدة”.

الشراكة هي الحل

واقترح البنخليل على المتقاعدين تأسيس شركة بينهم يساهم فيها الجميع بنسبة من مدخراته التقاعدية في رأس المال، ومن خلال هذه الشركة يمكن جمع نصف مليون دينار بسهولة وعمل مشروع، على أن تكون هناك خطة عمل ودراسة وافية.

أما عضو لجنة التعليم بالغرفة فاطمة الكوهجي، فوجهت البوصلة باتجاه آخر، حين نوهت إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق مع العائلة وأخذ رأيها، مؤكدة أن العائلة في نهاية المطاف هي المعنية بشكل رئيسي بتقاعد الإنسان من عمله.