+A
A-

“تحكيم البحرين المسرحي”... مواهب واعدة إن لم تكن محترفة

اختتمت قبل أيام فعاليات مهرجان البحرين المسرحي الأول بمشاركة خمس فرق أهلية، وقد سجل المهرجان الذي أقيم بمبادرة من عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، نجاحا كبيرا وشهد حضورا جماهيرا متميزا، لاسيما وأنه كان الأول من نوعه، وتمكن مسرح أوال العريق من نيل جائزة أفضل عرض وذلك عن مسرحية “ نعال النوخذة” من تأليف يعقوب يوسف وإخراج جمال الغيلان، ورغم تفاوت عروض المهرجان إلا أنه يسجل انطلاقة جديدة للحراك المسرحي المحلي، ولهذا قدمت لجنة التحكيم والمكونة من عبد الغني داود رئيسا، وعضوية نيرمين الحوطي ور محمد سيف، في حفل الختام بيانها وخرجت بالملاحظات التالية:

إن العروض عموما كانت تتأرجح بين الهواية والاحتراف، وهذا ما لمسته اللجنة من خلال اختيار الفرق المسرحية لبعض النصوص التي كانت عصية على الفهم نتيجة لطرقها أبواب مسرح اللامعقول بكيفية توليفية أوغلت في الغموض، والمتاهة، أو الاعتماد على الميلودراما كعنصر أساسي لفن الفرجة، مما جعل لغة العواطف الجياشة تهيمن على العروض، أسقطت التمثيل في بكائية غير مجدية، علما ان المسرح امتداد للحياة وليست كل ما فيها بكاء وانين. في حين ان بعض العروض جمعت ما بين مفارقات دراميه عده سلطت الضوء من خلالها على دلالات واعية فضحت العالم الزائف (المستنسخ) والعالم الحقيقي، وكذلك ناقشت عوالم الإنسان الداخلية وإشكالية الوجود من خلال مناخ نفسي مضطرب. وكما اهتم العرض الأخير بالموروث الشعبي ومفارقاته التي تمتد جذورها إلى أعماق مجتمعاتنا العربية.

ولاحظت اللجنة أن هناك تنوعاً في الأداء التمثيلي والرؤى الإخراجية والسينوغرافية والموسيقية، يبشر بولادة مواهب وطاقات واعدة إن لم تكن بعضها ناضجة ومحترفة، ويلزم التنويه عليها بهدف الاحتضان والرعاية وعليه توصي اللجنة بأهمية الاهتمام بدورات تدريبية وحلقات عمل ليست فقط للتمثيل والسينوغرافيا وإنما أيضا للأزياء والإضاءة والمكياج، وهي عناصر مهمة لصنع اي عرض مسرحي، لاسيما انه مهما بلغ مستوى العمل الفني والأداء المسرحي فهو يحتاج دائما للتمرين والتمرين ثم التمرين كما يقول المعلم الأول لفن الممثل ستانسلافسكي وهذا ما يجب توفيره للفرق المسرحية في مختلف مجالات المسرح.

الغربلة الدقيقة للعروض المتقدمة للمشاركة في المهرجان تحت إشراف لجنة متخصصة ودعم ما هو جيد منها واستبعاد ما هو اقل جوده من اجل تقديم ما هو أفضل وعدم الاكتفاء او الاعتماد على ما هو متوافر فقط وذلك للارتقاء بمستوى المهرجان.

الاهتمام بطرح المواضيع المحلية والالتجاء للذاكرة التاريخية والموروث الشعبي وتكريسه في بناء العروض المسرحية.

ضرورة وجود لكل عرض مسرحي كتيب يؤرخ ويوثق له ولجميع عناصره.

الخروج بالعروض التي تعرض بالعاصمة الى باقي محافظات مملكة البحرين.

تزويد المسرح التي قدمت عليه عروض المهرجان بالتقنيات اللازمة والأجهزة التي يحتاجها لأجل تحقيق مستوى من الاكتمال المسرحي.