+A
A-

كثرة الحركة عند الأطفال

هل كثرة الحركة عند الأطفال تدل على الذكاء؟ سؤال مرتبط بمراحل تطور كل طفل على حدة، كذلك لا تزال الدراسات النفسية والعلمية والتربوية تبحث عن مدى ارتباط فرط الحركة عند الأطفال ونمو ذكائهم بشكل طبيعي.

من ناحية أخرى، ارتبطت كثرة الحركة بأسباب متعددة، قد تكون بعيدة كل البعد عن الذكاء، ما يجعل الأمور مبهمة لحين تفقد حالة الطفل والتعرف على قدراته وسلوكياته ومستوى ذكائه بصفة عامة.

كثرة الحركة عند الأطفال تتفاوت في تحليلها، بناء على طبيعة كل طفل وحالته الصحية، فتارة نجدها من علامات الذكاء، حب الاستطلاع والمعرفة، محاولة لفهم ما يدور حوله، وتارة أخرى تدل على اضطرابه النفسي أو إصابة القشرة المخية بخلل يجعل حركاته غير هادفة وليس لها معنى.

ولا يوجد دليل قاطع يدل على أن كثرة الحركة عند الأطفال من علامات الذكاء، كونها مسألة نسبية تقاس من خلال التعامل المباشر مع الطفل، معرفة تاريخه الوراثي، متابعة مراحل تطوره خصوصًا خلال سنوات عمره المبكرة، فضلا عن ذلك لابد من توفير المساحة والمجال لتلك الحركات للتعرف على مدى ارتباطها بذكائه ومستويات نموه بشكل صحي أم أنها مرتبطة بمشكلات صحية غير معروفة تستوجب العلاج والمتابعة على المدى البعيد. إن كثرة الحركة عند الأطفال قد تدل على أسباب نفسية مكنونه بداخل الطفل وبعيد عن علامات الذكاء التي قد يظنها بعض الآباء، فالاضطرابات النفسية والعناد والسلوكيات غير معروفة السبب قد يتبعها زيادة في النشاط الحركي ولكنها ليس دليل على ذكاء الطفل. وأخيرًا لا يوجد إجابة محددة تؤكد أن كثرة الحركة تدل على ذكاء الأطفال، إلا أن متابعة الطفل واحتواءه وتنمية قدراته واكتشاف نقاط القوة بشخصيته هو الدليل الوحيد للتعرف على مدى ارتباط كثرة حركاته ومستويات ذكائه بشكل عام.