+A
A-

الإشارة... لغة تعيد الصم إلى أحضان المجتمع

تعرف لغة الإشارة أنها وسيلة تواصل غيرصوتية يستخدمها ذوي الاحتياجات الخاصة سمعيا وصوتيا، وأن هذه اللغة تستخدم أيضا للتخاطب الاشاري للغواصين وغيرها، وأنها لغه تستخدم في حركات اليدين وتعبير الوجه وحركات الشفاه والجسم، وأن هذا النوع من اللغات أصبح مهما اكتسابه في أغلب الجمعيات والمؤسسات والشركات لفهم هذه الفئة من الناس، وجعلها تعيش حية طبيعية كالأشخاص السوية.

العلاج النفسي

توجهت في بداية تحقيقي إلى جمعية الصم، وقابلت نائب الرئيس سيدحسن الياسين الذي وضح أن فكره تأسيس هذه الجمعية نبعت من خلال عدم وجود جمعيات نفس هذا النوع لتضم هذه الفئة في فترة الثمانينات، وكانت فئه الصم ترسل إلى المعاهد الكويتية.

وقال إنه في العام 2007 أصبحت هذه الجمعيه لجنة رسمية تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الفعاليات والرحلات الخاصة بهذه الفئة.

وأضاف أيضا أن المؤسسة تعمل على تعليم وتعلم الصم عبر عدة أنشطه وورش عمل تدريبية والبحث لهم عن وظائف، ولا يقتصر عمل الجمعية على ذلك، بل يتوسع نطاق عملها في فهم الأصم وعلاجه نفسيا للتخلص من والضغوطات والإحباطات التي يجدها في حياته.

ولفت إلى “أن التعليم لا يقتصر فقط على الأصم؛ لأنه بالتأكيد يعرف لغة الإشارة، بل التعليم يضم الناس الأسوياء حتى يكونوا على معرفة تامة بالتعامل مع الأصم”، مؤكدا أن على المؤسسات والشركات الاقتداء بهذا النموذج.

إلى ذلك، نوهت مترجمة جمعية الصم البحرينيه روضة الجفيري إلى أن المواضيع التي تتم دراستها تشمل التعريف بالإعاقة وسيكولوجية الإعاقة ومعرفة العوامل النفسيه التي تخص هذه الفئة.

صعوبة التعامل

وعبرت سلمى العصفور، وهي فرد أصم، أن الأفراد الصم عند تعاملهم مع مؤسسات مثل المستشفيات يجدون صعوبة في فهم الموظفين لهم، وأكدت أن الجمعية لها محاولات لنشر لغة الإشارة وتعليمها حتى الوصول إلى الهدف، وهو “نحن كأشخاص أصماء عند زياراتنا هذه الأماكن نجد الدعم والتفاهم مع الأشخاص”.

فرض تعليمي

بدأ شغف شوقي المعتوق في حب تعلم الإشارة بمصداقة أحد الناس الصم، بعدها بدأ بشكل وظيفي كمترجم للصم في العام 2003 من جانب دعم جمعية الصم البحرينية. وعمل المعتوق مع نادي الصم البحريني الرياضي، وألقى العديد من الترجمات في المجالس والبرامج التلفزيونية.

وأكد المعتوق أن لغة الإشارة فرض واجب على الجميع تعلمه لفهم هذه الفئة.

وأضاف أنه يعمل دورات وورش تدريبيه إلى هذا النوع من اللغات مع جانب التطبيق العملي، مشيرا إلى أن اللغة تحتاج تطويرا دائما يشمل عضلات اليد، ويجب أن يكون الشخص توجد لديه القدرة في عمل الحركات بشكل صحيح، وهذا يأتي من خلال التمرين الدائم.

وتابع “إن الأصم شخص له حقوق علينا، ويجب أن نتقبله عبر دعوته لحضور الفعاليات الاجتماعية واستضافة المترجمين لهذه الفئة”.

كسر حاجز الخوف

أما جابر عبدالله، وهو مخرج وكاتب مسرحي، ومن اعماله  “قبرك قلبي”، فعرف لغة الإشارة بأنها وسيلة للتخاطب وتبادل الأحاديث والأفكار وأداة تعويضية للغة اللسان، وأكد أن الإشارة لا تعتبر فرضا، وإنما تعتبر إحساسا بمعاناة الآخرين ووسيلة للتواصل مع فئة في المجتمع لها صوتها وأفكارها وابداعاتها. وأوضح مساهمته الكبيرة في إعطاء فئة الصم الثقة والصعود على خشبة المسرح والتمثيل وإظهار مواهبهم الفنية وكسر حاجز الخوف في الوقوف أمام الجمهور، مؤكدا أن المسرح كان بمثابة أداة لإيصال صوتهم وأفكارهم وآلامهم وأحلامهم.

حب منذ نعومة الأظافر

بدأت زينب فايز حب تعلم لغة الإشارة في سن الرابعة عشرة، وقالت إن لغة الاشارة يجب أن تكون فرضا على الفرد؛ حتى يتعامل مع الشخص الأصم بكل سهولة ووضوح.

وأضافت أن تعلمها للغة تم عن طريق اليوتيوب، ولكن اتضح أن هناك اختلافا واضحا في اللهجات، فلجأت إلى دخول ورشات تدريبية من جانب جمعية الصم، وبعدما تمرست في هذه اللغة بشكل واضح، وبدأت بتلقي ورش تعليمية، وتضم هذه الورش عدة مواضيع، منها وصف الشخص الأصم، وكيفية التعامل معه بالأحرف والأرقام والألوان.

وأملت فايز أن يعامل كل شخص سوي الصم بإنسانية، وينبغي للمجتمع استقباله في شتى المناسبات والأعمال، ويجب معامله هذه الأفراد معاملة حسنة، وعدم معامله الأصم كشخص مختل عقليا.

 

زهراء أبورويس

طالبة في جامعة البحرين