يتسبب التغير المناخي بشكل متزايد في شق ممر تجاري جديد في الشمال الغربي للأرض، وهو طريق بحري في المنطقة القطبية شمال السواحل الكندية، الذي يقع أيضًا في مواجهة الطريق البحري الشمالي الذي يمر بالأراضي الروسية، بحسب تقرير لـ”بي بي سي”، فهل يبشر ذلك بعصر جديد لصناعة الشحن العالمية؟

وبالعودة إلى القرن التاسع عشر، كان هناك سباق لرسم الخرائط واستكشاف الممر الشمالي الغربي في المحيط المتجمد، باعتباره يشكل طريقًا مختصرًا بين شمال الأطلسي وشمال الهادئ.

وانطلق المستكشفون بالسفن من الساحل الغربي لغرينلاند وتنقلوا من جزيرة إلى أخرى قبل الوصول إلى مضيق بيرينغ بين روسيا وألاسكا، وكانت المشكلة أنه حتى في فصل الصيف لا تزال مياه الممر متجمدة ولا يمكن العبور من خلالها.

وفي واحدة من أشهر الحملات الاستكشافية، والتي قام بها السير البريطاني “جون فرانكلين عام 1845، هلك جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 129 فردًا من الجوع والبرودة بعدما علقت سفينتهم.

لكن اليوم وبعد مرور أكثر من 170 عامًا، يعني ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي، أن الطريق يمكن الوصل إليه واستخدامه بشكل أفضل خلال أشهر الصيف، ووفقًا لبعض التقديرات، يتراجع حجم الجليد هناك إلى الحد الذي يصبح فيه الممر طريق شحن ناجحًا اقتصاديًّا.

وبالنسبة لشركات الشحن التي تنقل البضائع من الصين أو اليابان إلى أوروبا أو الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فإنها تحتاج لقطع مسافات تمتد لآلاف الكيلومترات التي تمر عبر قناة السويس أو بنما، لذا ترى كندا فرصة واعدة في توظيف هذا الطريق لخدمة صناعة الشحن.

وفي الوقت الراهن، لا يزال العمل محفوفًا بالمخاطر، إذ يشكل الجليد مشكلة خطيرة للغاية، لكن في عام 2014، أصبحت “نونافيك” أول سفينة شحن تعبر الممر دون مرافق أثناء رحلتها لإيصال شحنة نيكل قادمة من كيبيك الكندية إلى الصين.

وقطعت الرحلة من كيبيك إلى الصين في 26 يومًا، أي أقل بنحو أسبوعين عن المدة التي استغرقتها خلال رحلة العودة عبر قناة بنما.

وعبرت خلال العام الماضي، 32 سفينة الممر، لكن واحدة منها فقط كانت سفينة شحن، ويقارن ذلك مع 18 سفينة عام 2016 وكذلك 16 سفينة عام 2015.

مع ذلك، فإن بعض الخبراء غير مقتنعين بأنه سيكون طريقًا تجاريًّا مزدحمًا.

ومن المعلوم أن هناك خلافًا آخر جوهري حول هذا الممر المائي، إذا تدعي كندا أنه يخضع لسيادتها، في حين تعتبره أميركا وبلدان أخرى ممرًّا دوليًّا.