+A
A-

انطلاقة مبابي نحو النجومية

 في سعيه الى لقبه الثاني في كأس العالم، يعول المنتخب الفرنسي لكرة القدم ومديره الفني ديدييه ديشان على مهاجمه الواعد كيليان مبابي الذي لم يكن رأى النور عندما رفع مدربه الحالي، كلاعب وحامل شارة القائد، كأس مونديال 1998.

بدأ المهاجم الشاب (19 عاما) مسيرته الاحترافية قبل عامين ونصف عام فقط، الا ان ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، بات ركيزة لا غنى عنها في صفوف المنتخب الازرق.

بعد فوزه بلقبين متتاليين في الدوري الفرنسي مع موناكو (موسم 2016-2017) وباريس سان جرمان (2017-2018)، فرض نفسه على الساحة العالمية من خلال مساهمته في إقصاء الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي من الدور ثمن النهائي للمونديال الروسي السبت الماضي.

ومع وداع البرتغالي كريستيانو رونالدو، المثل الأعلى لمبابي في طفولته، المونديال في اليوم نفسه، بات الأمر وكأن جيل ميسي ورونالدو، أفضل لاعبين في العالم خلال العقد الماضي، قام بتسليم الشعلة الى جيل مبابي.

أبهر الأخير العالم بسرعته ورباطة جأشه في المواجهة أمام الارجنتين. تسبب بركلة جزاء وسجل ثنائية، وبات أصغر لاعب شاب منذ البرازيلي بيليه قبل 60 عاما، يسجل هدفين في الأدوار الاقصائية لكأس العالم.

أطلق عليه زميله فلوريان توفان لقب “37 كلم/ساعة”، نظرا الى سرعته في المباراة ضد الارجنتين، لاسيما في انطلاقته من منتصف الملعب، والتي أفضت الى حصول فرنسا على ركلة جزاء افتتحت منها التسجيل.

سرعة مجنونة تمت مقارنتها بسرعة أسطورة ألعاب القوى الجامايكي أوساين بولت، البطل الأولمبي ثلاث مرات وحامل الرقم القياسي العالمي لسباق 100 م. لدى تحقيقه رقمه (9,58 ثوان) في بطولة العالم في برلين عام 2009، بلغت السرعة القصوى لبولت على المضمار 44,72 كلم/ساعة.

على رغم صعوده السريع نحو النجومية، لم ينس مبابي المتحدر من ضاحية بوندي شمال شرق باريس، جذوره. وبحسب صحيفة “ليكيب”، وعد بالتبرع بمكافآته في المونديال لصالح مبادرات رياضية للأطفال المرضى.

في ربع النهائي اليوم، سيجد مبابي دفاعا أوروغوايانيا قويا، الا ان مواطنه المدافع الدولي السابق ليليان تورام، يتوقع ان ينجح في تحدي كسر صلابة المنتخب المنافس الذي لم تتلق شباكه سوى هدف واحد في المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن في روسيا. وقال تورام ان مبابي “شاب، والشباب يستمتعون حقا عندما يرتفع مستوى المنافسين”.

بحسب الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي تييري هنري الذي تبع مسارا مشابها للمهاجم المتألق مبابي، فذكاء الأخير هو القوة الدافعة خلف نجاحه.