+A
A-

تجربة المتطوعين الفريدة

عندما يستعد منتخبان في ملعب لوجنيكي لخوض مباراتهما، يكون جون حاضراً في عين المكان. يرى كيف يتحدّث اللاعبون فيما بينهم قبل دقائق من صافرة البداية كما يشعر كيف يشتد التوتر شيئاً فشيئاً وكيف تنتشر الأجواء الحماسية المميزة في فضاء الملعب.

جاء جون من كولومبيا ليُشارك في نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA بصفته متطوعاً. وصرّح في هذا الصدد، قائلاً “أنا مكلف بتقديم العون للفرق. أسهر على أن يكون كل شيء في مكانه في غرفة الملابس، أو أرافق مصور الفريق في المدرجات أو أضع نفسي تحت تصرف كوادر الفريق للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم.”

دافيد هو كذلك متطوع في ملعب لوجنيكي. يضطلع هذا الشاب الإنجليزي بدور مساعد وسائل الإعلام، إذ يعمل على توفير كل ما يحتاجه الصحفيين من أجل تغطيتهم للأحداث في العرس العالمي. وأوضح بقوله “قمت ببعض المهام الإعلامية خلال دراستي، لكنني أردتُ أن أكتشف كيف تسير الأمور هنا في بطولة كبرى كهذه.”

جون ودافيد هما متطوعان من أصل 17040 متطوع في المجموع يساعدون على حسن سير كأس العالم FIFA على الأراضي الروسية. وكان قد ترشح للتطوّع في هذا المحفل الكروي العظيم رقم قياسي بلغ 176870 شخصاً! وكان رئيس FIFA جياني إنفانتينو قد نوّه بالأهمية التي يكتسيها برنامج المتطوعين بالقول “أول ما يراه المشجعون عند وصولهم هو وجوه المتطوعين. وما يلاحظون هو ابتسامتهم.”

سواء كان قبطان ناقلة البترول أو لاعب كرة قدم سابق أو بطلاً عالمياً في سباق قوارب التنين، لكل متطوّع قصة مختلفة، لكن ما يجمعهم هو عشق الساحرة المستديرة والاستعداد لتقديم المساعدة على مدى أسابيع عدة بكل نشاط وتفان.

36 بالمئة من مجموع المتطوعين رجال، فيما تصل نسبة الإناث إلى 64 بالمئة. ومن بينهم جدّة حضرت برفقة حفيدها وأزواج وعائلات بأكملها. 93 بالمئة من المتطوعين هم من روسيا، بينما تمثل 7 بالمئة نسبة القادمين من 112 بلداً مختلفاً حول العالم.

إلى جانب المنتخبات الـ32 المُشاركة يشكّل المتطوعون فريقاً إضافياً في هذه البطولة العالمية. فريقٌ يعمل بانسجام وتركيز كبيرين. وهو ما أكده كل من جون وسيمون “مشاهدة بطولة كأس العالم على شاشة التلفاز شيء، وأن يعيشها المرء وهو في عين المكان شيء آخر تماماً. إنه حلم تحول إلى حقيقة.”

وأفصح دافيد “أن يكون المرء شاهداً في ملعب لوجنيكي على فوز روسيا على أسبانيا بركلات الترجيح، هي تجربة لا يعيشها الكثيرون.” وكشف جون عن أبرز لحظة عاشها بقوله “بإمكاني الوقوف على أرضية ملعب لوجنيكي واللعب عليها. عندما كانت الكاميرات موجهة نحونا، والطائرة المروحية تدور فوقنا، أدركت أن لا شيء سهلاً على الإطلاق كما يبدو دائما في التلفاز.”

بينما تواصل المنتخبات المتبقية تنافسها في البطولة من أجل بلوغ موقعة النهائي، ضمن جون ودافيد سلفاً بلوغ غايتهما المنشودة. فهم سيكونان حاضرين في مباراة النهائي التي ستجرى في 15 يوليو/تموز 2018، في ملعب لوجنيكي، بالعاصمة الروسية موسكو.