+A
A-

كاسيميرو نقطة التوازن

لاعب خط الوسط هو أول من يقول انه لا يفعل أي شيء بمفرده. ولكن ليس هناك شك في أنه يُعتبر نقطة التوازن في السيليساو، تماماً كما هو الحال مع فريقه ريال مدريد. وفي هذا الصدد، علّق قائلاً: “أنا مرتاح. أقول دائماً أن المدرب [تيتي] يطلب مني نفس ما أفعله تقريباً مع فريقي. أنا حاضر هنا لأنني قمت بعمل رائع هناك، ولهذا يثق بي، “ مضيفاً “بالطبع هناك بعض التعديلات، لكنه يحاول دائماً الحفاظ على خصائصنا. ولا يسعني إلا أن أسلط الضوء على هذه النقطة التي تُحسب له.”

وعند مواجهة منتخب المكسيك، الذي يعتمد على الضغط القوي والروح القتالية داخل الملعب، اليوم الإثنين في سامارا، يُصبح أسلوبه الكروي مهماً أكثر للفريق. إذ يُعطي كاسيميرو أحياناً الإنطباع بأنه في كل مكان، لتقديم الدعم لنجوم السيليساو. وقال عنه تيتي ضاحكاً: “إنه مذهل في التمركز داخل الملعب، تغطية المساحات والحفاظ على التركيز. ولديه رؤية محيطية حتى في غرفة تبديل الملابس.”

آراء المدربين

من الطبيعي أن يخطف المهاجمون الأضواء في كرة القدم. ولهذا لا يبدو أن كاسيميرو يُزعجه هذا الأمر. ربما قد تمرّ موهبة لاعب الوسط مرور الكرام على أعين المشجعين، ولكنها تثير إعجاب جمهور محدّد: المدربون.

حلّل دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، خصمه قائلاً: “بالنسبة لتوازن ريال مدريد، لا شك أنه العنصر الأهم.” فيما أكد ماسيمو أليجري، مدرب يوفنتوس، قائلاً: “منذ أن أصبح أساسياً، تغيّر الفريق كثيراً.”

إذا كان الخصوم يمدحونه، لكم أن تتخيلوا ماذا يقول عنه زين الدين زيدان، أحد المسؤولين المباشرين عن سطوع نجمه في ريال مدريد: “إنه يُحقّق لنا التوازن بين الدفاع والهجوم.”

كاسيميرو “لا أملك الكلمات لشكرك على كل ما عملته مع الفريق ولريال مدريد وللجماهير. لقد كان شرفاً كبيراً وامتيازاً بالنسبة لي أن يكون مثلي الأعلى مدرباً لي. زيزو للأبد”>

مسيرة حافلة بالصعاب

اعترف كاسيمرو أنه في بداية علاقته مع زيدان، كان يشعر حتى بالخجل عند التحدّث معه ولكن نموّه الطبيعي كسر هذا الحاجز. اليوم، على الرغم من هدوئه خارج الملعب، عندما يتعلّق الأمر بكرة القدم والخطط التكتيكية، يتحدّث بطلاقة.

وفي هذا الصدد، اعترف تيتي أنه بفضل بعض محادثات مع لاعب الوسط انتهى به الأمر إلى اتخاذ أفكار حاسمة لتحقيق الإنتصارات ضد أوروجواي وكولومبيا في التصفيات.

وبصرف النظر عن رؤيته للعب داخل المستطيل الأخضر، مع الأخذ بعين الإعتبار مسيرته وطفولته الصعبة بسبب الفقر، يجب ألا ينتاب كاسيميرو أي خجل الآن للتحدث مع كبار المستديرة الساحرة. فقد تركه والده في وقت مبكر جداً، وبما أنه الإبن البكر، ساعد والدته، ماجدة، على رعاية شقيقيه.

كان ذلك حتى سنّ ال14. حيث غادر ساو خوسيه دوس كامبوس في طريقه إلى ساو باولو للإنضمام إلى مدرسة النادي الذي يحمل اسم المدينة. وبالمُساعدة المادية التي كان يتلقّاها، كان يُغطّي تقريباً كل الفواتير المنزلية.

وبعد أربع سنوات، بدأ يتدرج في مختلف الفئات العمرية للمنتخب ودخل عالم الإحتراف وبالموازاة مع ذلك، تحسّن وضعه المادي. “في ظهورنا الأول في نهائيات كأس العالم، مرّ شريط طويل في ذهني، رأيت حلماً يتحقق. وفي الوقت نفسه، أفكّر في تحقيق إنجاز آخر في هذا الحلم. أريد الفوز باللقب، “ قال لاعب الوسط، الذي يبدو أنه يشكل نقطة توازن حتى خارج المستطيل الأخضر.