+A
A-

الخدمات الصحية بين الرضا والامتعاض

تشكل الخدمات الصحية أولى عتبات الحياة الكريمة في المجتمعات كافة، فالمواطن الذي يتمتع بكامل صحته قادرة على بناء النهضة وصناعة الحضارة، ومن هنا نرى أن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تولي اهتماما بالغا بالخدمات الصحية، وتسعى جاهدة لتطويرها والوصول بها إلى أعلى مستويات الجودة التي تحقق الرضا لدى المواطن، وتضمن أن يتمتع بكامل صحته، إلا أن هذه الجهود الكبيرة تصطدم في أحيان كثيرة بعقبات يعكسها لنا الواقع المعاش يوميا في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، وهنا في هذا التقرير نسلطة الضوء على جزء منها بناء على آراء ومشاهدات واقعية للمراجعين والمرضى الذين يترددون على هذه المستشفيات، وإسنادا إلى الزيارات الميدانية التي قمنا بها للوقوف بشكل مباشر على الأوضاع فيها.

المواعيد في بعض الأحيان فرض من أحلام المستقبل

نجد أن المواعيد التي تعطى للمرضى الذين يعانون بعض الأمراض خصوصا المزمنة لا يصدقها العقل، فمن غير المعقول أن مريضا تحتاج حالته الصحية المتابعة المستمرة أن ينتظر على قائمة الانتظار لمراجعة الطبيب لفترة تتجاوز 7 أشهر، وخلالها قد يتعرض لتراجع في حالته الصحية، إذ إنه يكلف الدولة من ناحية علاجية، ومن ناحية أخرى وهي الأهم يؤثر على حالته الصحية ويصعب علاجه.

وبحسب الرصد، فان الآلية الجديدة لأخذ المواعيد لها إيجابياتها وسلبياتها، فيشكو المواطنون الذين يراجعون المراكز الصحية ليلاً من تأخر المواعيد المعطاة لهم لتمتد لساعات طويلة، فيقول أحدهم “لقد راجعت المركز الصحي التابع لمنطقتنا عند نحو الساعة 12 فجرا، وتم إعطائي موعدا الساعة 4 فجرا، فكيف سأنتظر وأنا متعب من المرض كل هذا الوقت للحصول على العلاج، ولو تطورت حالتي الصحية خلال هذه الفترة الطويلة”، مما اضطرني للذهاب إلى مستشفى خاص لتلقي العلاج، ولكن السؤال هنا ماذا يفعل من ليس لديه الاستطاعة؟

وعلى صعيد متصل، قالت إحدى المواطنات إنها تلجأ إلى استخدام حجز المواعيد بشكل إلكتروني، وتتفاجأ عند ذهابها إلى المستشفى بأن الموعد حان وقته ولم تسمع اسمها وذلك بسبب حجز بعض المواطنين المواعيد وذهابهم إلى استكمال حاجاتهم، ومن ثم العودة إلى المستشفى، وهذا الأمر يجعل هذا النظام غير منصف لبعض الحالات، فكل مواطن يتأخر يؤخر مريض آخر معه؛ لأنه عند عودته للمستشفى يأخذ من الوقت المخصص لمريض آخر.

معاملة الأطباء

يرى الكثير من المواطنين أن الأطباء في المستشفيات والمراكز الصحية على درجة عالية من الأخلاق في التعامل مع المرضى، بينما هناك البعض منهم خصوصا ينقصه من ذلك، فيتعامل مع المريض بالتعالي من مبدأ حاجة المريض إليه، ويقترح البعض بأن يتم إلزام الطواقم الطبية كافة التي تتعامل مع المرضى بشكل مباشر التعامل معه بأخلاق عالية والصبر على متطلباته واستفساراته، فبعضهم لا يعلم بأن المريض يرى في الطبيب طوق النجاة والأمل في الحياة بعد الله.

الأدوية وفاعليتها العلاجية ووفرتها

يرى كثير من المرضى أن الأدوية التي يتم صرفها في المراكز الصحية على درجة عالية من الجودة، ولكن يشكو البعض الآخر من عدم توافر بعض الأدوية خصوصا للأمراض المزمنة، ولا البديل لها مما يضطر المريض لصرف الأدوية على حسابه الخاص لاحتياجه الضروري لها للعلاج، ويقترح المرضى أن تقوم الجهات المعنية بحصر دوري لوفرة الأدوية خصوصا تلك التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من المرضى؛ لضمان توافرها وعدم تكبيد المريض خسارة الحصول على الأدوية من الصيدليات الخاصة.

المرافق الصحية وصلاحيتها

بعض المستشفيات تقتقر مرافقها الصحية للعناية والرعاية، فنرى أنها في حال يرثى لها، وهذا عرضة لانتشار البكتيريا والأمراض بين المرضى والمراجعين؛ لذا يجب على إدارة المستشفيات الاهتمام بمرافقها، فهي جزء أصيل من الرعاية الصحية.