+A
A-

كل عام وأنتم بخير... عيدكم مبارك

يصادف عيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة، حيث يحتفل العالم الإسلامي بهذه المناسبة في كل أنحاء الأرض... والثاني عشر من ذي الحجة هو آخر الأيام التي يتم بها الحجيج مناسكهم، حيث تكون ذروة هذه المناسك يومي التاسع من ذي الحجة الذي يصعد به الحجاج إلى جبل عرفات.

تمشيًا مع الحديث النبوي الشريف: “الحج عرفة”.

فيحتفل العالم الإسلامي تضامنًا مع هذه الوقفة في ذلك الموقف الشريف. أما أول أيام العيد فيقوم الحجاج هناك في “منى” بتقديم الأضحيات لوجه الله تعالى، ومعهم كل قادر من المسلمين في كافة بقاع الأرض، من هنا كانت تسمية هذا العيد بعيد الأضحى، وأما ذلك العدد الضخم من الأضحيات التي تذبح وتقدم أضحية فهي تيمنا بسيدنا ابراهيم الخليل، الذي أوشك أن يذبح ابنه اسماعيل تلبية لطلب الله تعالى والذي افتدى اسماعيل بكبش ذبح لوجه الله.

تبدأ احتفالات عيد الأضحى بأداء صلاة العيد فجر اليوم الأول من العيد الذي يستمر 4 أيام، وتصلى هذه الصلاة في مصلى خارج “المساجد” كما أنها تجوز داخل المساجد أيضًا، وبعد أداء الصلاة ينتشر المسلمون ليقوموا بذبح أضحياتهم تطبيقًا للآية الكريمة: “إنا أعطيناك الكوثر،فصلّ لربك وانحر”.

لأيام عيد الأضحى أسماء مختلفة منها: “تسعة ذي الحجة يوم عرفة”، “عشرة ذي الحجة يوم النحر”، “الحادي عشر - الثالث عشر من ذي الحجة أيام التشريق”. وغيره... أما بالعامية فيسمى عيد الأضحى بالعيد الكبير... في أيام العيد تتوجه عيون العالم الإسلامي بأكمله نحو مكة المكرمة، حيث يقوم حوالي ثلاثة ملايين مسلم بتأدية خامس أركان الإسلام وخاتمها ألا وهو حج بيت الله الحرام والذي يأتي تلبية لنداء الله في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”.

اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من أداء صلاة العيد، يتبادلون التهاني بالمصافحة والقبل. ويرى البعض في يوم العيد يوم حساب للنفس، حيث تكون فترة السنة الماضية هي محور التقييم وكأن المسلم بحلول العيد يكون قد طوى سنة وفتح أخرى جديدة، وتزدان المدن والقرى بثوب جديد، كما أن الأطفال يلبسون أثوابًا جديدة، وتكثر الحلوى والفواكه في البيوت، أما البالغون فيقومون بزيارة الأقارب والأهل، صلة للأرحام ومباركة بالعيد.

الحية بية

هي عبارة عن قفة صغيرة الحجم أو زبيل صغير جدًّا يصنعها القرويون من صناع السلال أو بعض النسوة في القرى المشهورة بصناعة الحصر والقفف والجفران من خوص سعف النخيل، ويضعون فيه بعض التراب وبعض المخصبات الطبيعية كروث البقر مثلاً، ويزرعونها ببعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير وبعض العدسيات كـ “الماش”، وتعلق بحبل على عمود ستعرض في المنزل، كأن يكون “نجلة” تصل بين عمودين في ليوان ومطبخ أو ممر أو عريش أو مدخل، ويكون ذلك في منتصف شهر ذي القعدة، حيث يتعهد الأطفال بسقاية “لحية بية” كل يوم صباحًا ومساءً حتى تظهر فيها النباتات وترتفع، ويتفاخر الأطفال فيما بينهم بنمو “حياتهم” وحسن تعهدهم لها.

وفي يوم الوقفة وبالتحديد في اليوم التاسع من ذي الحجة يخرج الأطفال من بيوتهم أولادًا وبنات برفقة أولياء امورهم متوجهين فرحين إلى “سيف البحر” ويرمون الحية بية وهم يرددون:

“حية بية... راحت حية... ويات حية... على درب الحنينية... عشيتج وغديتج... نهار العيد... لا تدعين عليّه... حلليني يا حيتي... وابري ذمتي... مع السلامة يا حيتي”.

وكل عام وأنتم بألف خير من البلاد.