العدد 6093
الجمعة 20 يونيو 2025
banner
“البحرينيون”.. مختلفون مؤتلفون
الجمعة 20 يونيو 2025

سؤال: “ماذا لو طلبت من أشقاء عرب.. أي من شعوب أوطان عربية كبيرة أن يتعلموا الحكمة من شعب البحرين؟ وماذا لو وجدت هذا الوطن - الصغير جغرافيًّا الكبير حضاريًّا - يقدم نموذجًا للتحصين الداخلي وسلامة الجبهة الوطنية؟”.

ثم سؤال آخر “أليس المواطنون البحرينيون، المختلفون والمؤتلفون.. المتفقون حول قضاياهم وشؤونهم أم المتفرقون في الرأي والموقف منها وحولها.. وبعيدًا عن المهاترات والفلسفات والهرطقات والجدليات، لديهم مقدرة عجيبة في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بالكلمة الطيبة والخلق الرفيع؟”.. نعم هم كذلك لاسيما في أوقات الأزمات والشدائد والمراحل المفصلية، وهكذا عرفت مملكة البحرين ملكًا وحكومة وشعبًا، على مر التاريخ، والدليل على ذلك جهود بلادنا بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في المحافل الدولية، ودورها المعهود في تقديم ودعم المبادرات التي تتصدر أولوياتها: السلام والاستقرار والتنمية وتجنيب الأوطان والشعوب الأزمات والصراعات والخلافات المدمرة لحاضر ومستقبل الأوطان.

عودًا إلى السؤال ومناسبته وسببه، هو بضعة حوارات على منصات مختلفة مع زملاء إعلاميين عرب تنعقد هذه الأيام ومنطقة الشرق الأوسط على صفيح مشتعل بسبب المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، والخطير في الأمر، هو ذلك التناحر والصدام في وسائل الإعلام المختلفة بين شعبين شقيقين: العراق وسوريا مثلًا، وما يتفرع من ذلك من تأجيج وتحريض ودعوات دموية تهدّد سلامة الأوطان وأهلها.

شخصيًّا، أفتخر بينهم حين أدعوهم للاقتداء بحكمة أهل البحرين.. هذا الوطن المتفرد الذي يدرك معنى صد الدعوات التحريضية والتأجيج – أيًّا كان مصدرها – فيجتمعون ويلتفون ويتحدون ضدها، مهما كانت درجة اختلافهم السياسية أو الفكرية أو حتى العقائدية.

لأنهم ورثوا من الأجداد والآباء أمانة (بناء الوطن)، وهم بذلك يقدمون أنفسهم نموذجًا واقعيًّا لأولئك الذين ينجرفون مع دعوات (دمار أوطانهم)!

وبكل فخر وشرف أقول: “من يتعلم حكمة أهل البحرين وتماسكهم.. يتعلم مفردة قدسية الوطن”.. والأجمل، أنه لا يختلف اثنان على فخامة أهل البحرين وحكمتهم وثقافتهم وعطائهم الحضاري.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .