قبل أيام، كنت أتجول في قنوات “اليوتيوب” لأتوقف عند محاضرة “لايف” لخبير بريطاني في الإدارة اسمه جوناثان بيتشر.. كان الأخ يتحدث في موضوع غريب يكشف بإيجاز “المسؤولين الفاشلين” أصحاب الصخور! كيف؟ وأي صخور؟
بحثت عن صفحة الأخ الإلكترونية لأقرأ موضوعًا كتبه وتحدث فيه عن بداية مسيرته المهنية وتعرض فيها لظاهرة “أحضر لي حجرًا”.. وهي تجربة خلقت فيه شعورًا بالإحباط لازمه سنوات طويلة قبل أن يحطمها في ذاته، ويشرحها بالقول: “تحدث هذه الظاهرة عندما يعجز المدير، أو لا يرغب في إيصال أهدافه بوضوح ودقة، وهنا يحاول المرؤوسون مرارًا وتكرارًا تلبية توقعات مديرهم من خلال محاولات متعددة لتقديم حجر، والحجر هنا مهمة، عرض، خدمة، منتج.. وفي كل مرة لا يكون الحجر مناسبًا تمامًا، فيُقدّم المدير طلبًا جديدًا، أما في النهاية، فلا المدير حصل على ما يريد ولا الموظفون تمكنوا من فهم ما في صاحب الرأس الحجري المربع”.
استعرضت عددا من التجارب والنماذج من المؤسسات التي فشلت، وأخضعتها للمطابقة، وبالفعل، هو صاحب الرأس المربع، فالمدير أو المسؤول أو الإداري الذي يجمع الصخور هو شخص “ليست لديه فكرة عما يريد أو يبحث أو يرغب”! وبدلًا من التحرك إلى الأمام بشكل هادف، فهو يغير مساره كل يوم، وفي الغالب، يختار أهدافًا أو مهمات يكلف بها المرؤوسين فلا هي قابلة للتحقق ولا السعي نحوها ينفع.
وأخطر ما في هؤلاء هو أنهم يجعلون شريحة من الموظفين يفقدون الثقة في أنفسهم و “تنبط جبودهم”.. ويبقى صاحب الرأس الحجري المربع إلى أن “يفنشونه”.. لا يدرك ماذا يريد.. والحقيقة، في الغالب “ما يفنشونه.. خوش نمونه”.