العدد 6023
الجمعة 11 أبريل 2025
banner
“انسجام” الكفار و“صدام” المسلمين
الجمعة 11 أبريل 2025

 في عام 1992، تجمعت حشود من الهندوس لهدم مسجد “بابري” في الهند، وراح ضحية الصدام قرابة 2000 بني آدم! ثم حسمت المحكمة العليا ملكية الموقع المتنازع عليه بين المسلمين والهندوس منذ سنين طويلة لصالح الهندوس، وعوّضت المسلمين بقطعة أرض أخرى لبناء المسجد.. و”صافية لبن”.. انتهى النزاع وعاش الناس حياتهم. وفي عام 1998، شهدت مدينة بوسو بإقليم سولاويسي بإندونيسيا توترًا شديدًا بين المسلمين والمسيحيين، وكانت الاشتباكات المسلحة والرصاص والقنابل اللغة التي أودت بحياة المئات.. الحكومة كلفت آنذاك وزير الشؤون الاجتماعية يوسف كالا، ونجح في تهدئة الأوضاع.. ورغم شدة الوضع، تجاوز الناس “الكارثة” وعادوا إلى معيشتهم وتناغمهم. أما عن “السنهاليين” في سريلانكا، وهم مجموعة إثنية بوذية، فقد تسببوا في أحداث دامية في مدينة “كاندي” الشهيرة بمزارع الشاي في سريلانكا عام 2018، وتدخل الجيش وحظر التجول لمحاصرة أعمال الشغب والقتل، وتقديم العصابات الإجرامية إلى العدالة، واستتب الأمن.. وطويت صفحة وحشية شديدة.
يعني، تفاهم “الكفار والمسلمون” في تلك النماذج من الحوادث، فاستقرار الأوطان والعيش بسلام يتطلب التناغم وصيانة السلم الاجتماعي.. إلا المسلمين والمسلمين! فلا يزالون يتناحرون منذ مئات السنين، ويبدو أن الشريحة المتشددة المتطرفة هي التي تفرض همجيتها، وليس للقرآن الكريم والسنة النبوية وتعاليم الدين الحنيف ولا العيش المشترك والتناغم والسلام أي مكان في حياتهم! لم تضمد جراح الضحايا في فلسطين ومذابح غزة، حتى أدمت مجازر العلويين في سوريا خلال الفترة الماضية قلب البشرية.. أصلًا لم تضمد جراح العراق واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان من أثر المذابح، ومجازر الروهينغيا في ميانمار والإيغور في الصين، وأقبح كؤوس الدم تلك التي تسبقها عبارة “الله أكبر”.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية