العدد 5999
الثلاثاء 18 مارس 2025
البحرين تعانق العلم وتغزو الفضاء
الثلاثاء 18 مارس 2025

 لم يكن غزوًا أو سطوًا على قطعة من السماء، بقدر ما كان عناقًا لها، ولم تكن سياسة التمكين مقتصرة على سيطرة الإنسان البحريني على مقدراته فوق الأرض، بعد أن أصبح انطلاقًا نحو آفاق أرحب في الفضاء. “إن استطعتم أن تغزوها فاغزوها بسلطان”، من هنا انطلق القمر الصناعي الأول الذي يرفع اسم البحرين عاليًا بين النجوم ليغذي العلوم والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا الفارقة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويمنح المملكة الفتية فرصة أولى لكي تتمكن من علومها، وتنتجها بنفسها، وتسيطر عليها بعلمائها، هذا هو هدف المملكة البعيد الذي أصبح في متناول اليد، وهو غيض من فيض تحمله توجيهات مليكنا المعظم لحكومته الرشيدة برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله بأن يكون العلم “مفتاح الفرج”، وأن يصبح التعاطي مع آفاقه الرحبة السلاح الذي ندافع به عن تاريخنا وثوابتنا، وهو سفينة الفضاء المتسعة لكل من يحاول أن يبحث في أسرار الكون أكثر، وكل من يسعى للنبوغ والتميز والإبداع أكثر، ولكل من يحاول أن يعثر لنا عن حلول جذرية لمشاكلنا وطموحاتنا، لكي تصبح حياتنا أجمل وأفضل.
هي رسالة البحرين للنجوم والبشرية جمعاء، اليوم أصبحت بينكم كتفًا بكتف، وقدمًا بقدم، جميعنا سواسية كالكواكب المتلألئة في عنق السماء، وجميعنا سواسية كما المجرات الهادرة، حاملين مستقبلنا على أيادينا، وعلومنا بين جوانحنا، وإرادتنا التي هي فوق أي اعتبار، مصوبة رؤوسنا الذكية نحو الفضاء وأي فضاء.

لقد فاجأت البحرين العالم أجمع وهي تطلق قبل أيام قلائل قمرها الصناعي “المنذر” كأول قمر صناعي متخصص في تقنيات وتشكيلات وإحداثيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة، هو الحلم الذي سعى إليه علماء البحرين مع قادتهم، الملك المعظم، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ثم ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظهم الله ورعاهم الذين قادوا هذا المشروع العلمي الطموح مع نخبة من المتخصصين والعلماء لكي يصبح لمملكتنا الحبيبة مكان في الفضاء، ونكون بذلك قد ساهمنا مع غيرنا في دفع حركة التطور والبناء على أساس تقني، وثوابت علمية تكنولوجية ورقمية فارقة، هو ما يضعنا في مصاف الدول المتقدمة، ويساعدنا ويساعد أشقاءنا وأصدقاءنا على الاستخدام السلمي لعلوم الفضاء، فمقابل كل محطة متعددة الاستخدامات، محطة علمية تنير بها البحرين عالمها المتسع الرحب، وأمام كل تحد لتطورنا ونمائنا، رجال أوفياء يخدمون الوطن بدمائهم، وخلف كل قائد ملهم، شعب يعشق وطنه ويؤمن بقائده.
هذه هي رسالة “المنذر” للبشرية جمعاء، يحملها علم مملكة البحرين العريقة، وصور قائدها المعظم وهو يوجه بإطلاق العنان للعقول العلمية لكي تفكر، فتبحث، فتبدع، فتبتكر، فتنجز، هذه هي رسالتنا للإنسانية جمعاء، البحرين بلد السلام والمحبة والتسامح، وفي منتصف الشهر الفضيل تدخل المملكة عالم الفضاء من أوسع أبوابه، تعانق السماء، وتضرب بيد من حديد ملؤها إرادة الأوفياء، وحسم الرجال النجباء، وعلوم السادة العلماء .
إنه حلم يتحقق في عصر البناء والإصلاح، وهو أمل طالما انتظره شعبنا الجميل كي يتمكن، ويستطيع، ويحلم، وينطلق نحو سماوات العلوم بأول قمر، والبقية تأتي. و... من يدري؟!.

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .