العدد 5981
الجمعة 28 فبراير 2025
نداءٌ للوعي ونبذ التعصب والطائفية
الجمعة 28 فبراير 2025

 عُقد في البحرين “مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي”، وذلك خلال شهر فبراير 2025، بمشاركة أكثر من 400 شخصية دينية وثقافية، والتي وقعت في ختام أعمال المؤتمر على “نداء أهل القبلة: أمة واحدة ومصير مشترك”، والذي أكد أن “الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بنَّاء يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة”.

 هذا الحوار البناءُ الذي حثّ عليه الموقعون على “النداء” لا يمكن تحققه وفق رأيهم إلا من خلال “التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية”، وذلك لـ“مواجهة ثقافة الحقد والكراهية بين المسلمين”، من خلال “الحكمة والجُرأة في النقد الذاتي لبعض المقولات، كون التراث الفكري والثقافي في مدارس المسلمين جميعًا لا يخلو من أخطاء اجتهادية ينبغي أن تُتَجاوز”. “نداء أهل القبلة” وقع عليه مفكرون ومرجعيات دينية من مختلف المذاهب الإسلامية، ما يشير إلى وجود إرادة جادة لدى هؤلاء الثلة من العلماء لتجاوز الخطابات الأقلوية والمتمذهبة، خصوصًا أن في مقدمة الموقعين شخصيات رفيعة مثل شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أشار في كلمة له إلى أن “التاريخ يحدثنا بأن أمتنا الإسلامية لم تجنِ من الفرقة والتشرذم.. أو استغلال المذهبية والطائفية والعرقية لزرع الفتن.. كل ذلك لم تجنِ الأمة منه إلا فرقةً ونزاعًا وصراعًا أسلمها إلى ضعفٍ وتراجعٍ”. 

جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، استقبل في قصر “الصخير” المشاركين في “مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي”، حيث شدد على “وقوف مملكة البحرين إلى جانب ما سيصدر عن هذا الملتقى الديني المبارك من أمرٍ جامعٍ يجمع أمتنا الإسلامية على هدف الأخوةِ الدينيةِ الحقة، عبر ترسيخِ التضامن والتقارب بين المذاهب الإسلامية، واعتبار الاختلاف بينها، اختلاف تنوع وتكامل”.
“نداء أهل القبلة” من الجدير التعامل معه بجدية كبيرة وتطبيق بنوده، خصوصًا أن هنالك إرادة سياسية ملكية داعمة له، وأيضًا تفاهمًا بين حكماء المسلمين على أهمية تعزيز قيم الاعتدال والحوار، ومواجهة الخطابات الطائفية، في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ الشرق الأوسط.

*كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .