وثيقة “إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة” التي أصدرتها “رابطة العالم الإسلامي” تضمنت بنوداً مهمة أكدت أن “تعليـم الفتيـات ليـس واجباً دينياً وحسـب، بـل هـو ضـرورة مجتمعيـة ملحة أيضاً، وهـو حق أصيلٌ دعـت إلـى صيانتـه الشـرائع الإلهية، وأوجبته التعاليـم الإسلاميـة، وعززته المواثيق العالمية، ورسخته الدساتير الوطنية”، كما ورد في الفقرة الثانية من “الإعلان”، والذي جاء كتتويج لـ “المؤتمر العالمي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة.. التحديات والفرص” الذي عقد في يناير الجاري، بجمهورية باكستان الإسلامية.
إعلان إسلام آباد يكتسب أهمية خاصة تتعلق بالمكان، أي باكستان، الجارة الكبرى لأفغانستان، حيث تضع حكومة “طالبان” قيوداً على تعليم الفتيات، متعللة بحجج تدعي أنها من صميم الدين، وهي الذرائع التي جاء “الإعلان” ليفندها، محذراً من “الآراء والفتاوى والأفكار المتطرفة الناتجة عن عادات وتقاليد بعض المجتمعات التي تعيق تعليم الفتيات، وتستخف بشأن المرأة”، معتبراً أن هذه الآراء فيها “اســتغلالٌ مــشين للدين في تبرير سياسات الحرمان والإقصاء”. المؤتمر حضره كبار علماء المسلمين، ومن ضمنهم فقهاء ينظرُ لهم باحترام وإجلال حتى لدى قيادات حكومة “طالبان”، خصوصاً أن بعضهم كان أستاذاً لقادة في “الحركة”، وبالتالي فإن إجماع هؤلاء الفقهاء على حرية وأحقية المرأة في التعليم، سيمثل حجة على “طالبان” التي لا تستطيع أن تقلل من علمهم أو مكانتهم الفقهية. 
الأمين العام لـ “رابطة العالم الإسلامي” الشيخ محمد العيسى، أكد أن “المبادرة تتميز بأنها ستكون فعالة، ملموسة الأثر”، وأنها “لن تكون مجرد نداء عابر أو إعلان مجرد”، بل ستكون “تحولاً نوعياً في الانتصار لتعليم الفتيات، تسعد به كلُّ فتاةٍ محرومة”. وتأكيداً لذلك تم تدشين “المنصة الدولية لتعليم الفتيات”، والتي تضمنت 22 اتفاقية وتعهدا، لتكون بذلك “الذراع التنفيذي” لتحقيق الأهداف المرجوة مستقبلاً.
“رابطة العالم الإسلامي” ومن خلال هذه المبادرات تسعى للتأكيد على دور الدين في دعم حق الإنسان في التعليم والتنمية والحياة الكريمة، وأن علماء المسلمين بمقدورهم النهوض بأدوار إيجابية فاعلة، تحدُ من الآثار السلبية للأفكار المتطرفة.

كاتب وإعلامي سعودي