تنطلق اليوم السابع من ديسمبر، النسخة الثانية عشرة من سوق المزارعين البحرينيين بالشراكة مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي. إنها فعلاً فرصة رائعة للتعرف عن قرب على جهود المزارعين والمنتجات النباتية المحلية. هذه مناسبة لاحتفال البحرين مرة أخرى بالثمرة والشجرة، وتحقيق قفزة نوعية ضمن تصنيف التنافسية 2024 الصادر عن مركز التنافسية العالمية، متقدمة 9 مراتب منذ إدراجها في عام 2022، لتحتل المركز الـ 21 عالمياً لعام 2024.
هذه أيضاً مناسبة "مثمرة" حيث تبوأت المملكة المركز الأول عالمياً ضمن مؤشرات فرعية، كما احتلت مراتب متقدّمة ضمن المراكز العشر الأولى عالمياً في 75 مؤشرا فرعيا آخر في بناء اقتصاد جاذب للاستثمارات. هكذا نجحت المنامة بخلق بيئة اقتصادية مُحفزة بمزايا تنافسية لأصحاب الأعمال من خلال الشراكات الفعالة، والأخذ بأفضل الممارسات الدولية. هذا ليس كل شيء، بل جاءت البحرين في المركز الثامن عالمياً ضمن مؤشر قدرة السياسات الحكومية على التكيف مع المتغيرات، وما أكثرها من متغيرات معقدة وصعبة أثرت في معظم دول العالم.
نحن على موعد هذا العام مع السوق بمشاركة 33 مزارعا (زكرتي) محليا، و20 محلا تجاريا، و64 أسرة منتجة وشركات زراعية ومشاتل وأصحاب حرف يدوية وأنشطة تعليمية. هنا تم زرع أشجار مثمرة خلال تدشين مبادرة "قرم البحرين"، وتوفير منصة تسويقية تسهل على المزارعين الوصول لآلاف الزوار من المواطنين والمقيمين. هنا أثبت المواطن كيف ينسجم مع التحديات، فجاءت البحرين في المركز التاسع عالمياً ضمن مؤشر إنتاجية القوى العاملة.
كلمة أخيرة.. رغم تذبذب أسعار النفط والتقلبات السياسية الدولية التي وضعت ضغوطاً على النمو الإقليمي والعالمي، نجح المواطن البحريني بالتَّآلُف والتَّكيُّف مع المتغيرات الحالية في تعزيز التزامه بالاستدامة البيئية من خلال فعالية زراعة الأشجار، والتفاعل الإيجابي مع خطة العمل الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني، والشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص في دفع عجلة التطور الزراعي.
كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية