العدد 5897
الجمعة 06 ديسمبر 2024
مبادرة مقدرة
الجمعة 06 ديسمبر 2024

تُعد المبادرات المبتكرة حجر الزاوية في تحقيق التقدم والتنمية المستدامة للمجتمعات، فالمبادرات ليست مجرد أفكار جديدة، بل هي أدوات عملية تسهم في مواجهة التحديات واستغلال الفرص بطرق إبداعية. من بين المبادرات التي لاقت استحسانًا عالميًّا، تلك التي تدمج بين التقنية والابتكار لحل مشكلات الحياة اليومية وتحسين جودة الحياة. فقد قامت وزارة شؤون البلديات والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) في مملكة البحرين بإطلاق حملة وطنية لنشر الوعي بأهمية الطبيعة والأشجار وتعزيز المساحات الخضراء في جميع أنحاء مملكة البحرين. هذه الحملة التي أطلق عليها “بذور البحرين” دشّنت لتشجيع الجميع على العمل من أجل مستقبل حضري أفضل من خلال نشر الوعي وتبادل الثقافات.

لا شك أن هذه المبادرة المقدرة تعكس الشراكة الفاعلة بين الأمم المتحدة ومملكة البحرين، كما أن هذا التعاون سيسهم في تعزيز مسار التنمية المستدامة ويتماشى مع التزامات المملكة وأهدافها البيئية بما فيها زيادة الرقعة الخضراء ومضاعفة عدد الأشجار لتصل إلى 3.6 ملايين شجرة بحلول عام 2035. وللأمانة أعجبت كثيرًا بفكرة تخصيص شاحنة متنقلة لتقوم بتوزيع الأشجار ونشر الوعي والتفاعل المباشر مع المواطنين والمقيمين في الشوارع والأحياء، إيمانًا بأن كل فرد يلعب دورًا محوريًّا في نجاح هذه المبادرة وزرع روح ثقافة المحافظة على البيئة واستدامتها. لا شك أن القطاعين الحكومي والخاص لعبا دورًا كبيرًا في دعم جميع المشاريع التي تدعم زيادة الغطاء النباتي في المملكة، وبما يصب في خدمة أهداف الخطة الوطنية للتشجير، متمنّيًا أن تكون حملة “بذور البحرين” منصة إضافية لزيادة الوعي بأهمية التشجير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

أتمنى أن تستمر هذه الحملة على مدار العام، وأن تخصص شاحنات إضافية لتتمكن من الوصول إلى جميع المواقع في المملكة. كما أنه أجد من الضروري التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم زيارات ميدانية للمدارس الحكومية والخاصة (المرحلة الابتدائية) وتوزيع أكبر قدر من الشتلات مع تزويدهم بالمعلومات اللازمة عن الحملة وتقديم محاضرات توعوية، إذ إن هذه المرحلة من العمر تكون أكثر استجابة في تقبل وزرع هذه الثقافة ونقلها إلى منازلهم ومشاركة أولياء أمورهم.

هذه الجهود الخيرة تحتاج إلى خطة عمل شاملة ومتكاملة لتحقيق الأهداف المرجوة، ولا يمكن تحقيق أي نجاح إذا لم تكن مستدامة.

الخلاصة.. الإبداع والابتكار مفتاح التقدم في عالم اليوم. وكل مبادرة مبتكرة، مهما كانت بسيطة، تمتلك القدرة على إحداث تغيير إيجابي كبير في حياة الناس. لذا، ينبغي أن تشجع المجتمعات على تبني مثل هذه المبادرات، مع التركيز على الاستدامة والشمولية لضمان مستقبل أفضل للجميع.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية