العدد 5871
الأحد 10 نوفمبر 2024
banner
عودة إلى التسالي
الأحد 10 نوفمبر 2024

انقضى زمن الرتابة البايدنية، وعاد زمن التسالي والإثارة الترامبية المشوقة. طوال سنوات ولايته السابقة لم يمرر الرئيس دونالد ترامب أي يوم من أيامه في البيت الأبيض من دون خبر انتظرته وسائل الإعلام وقطاعات الرأي العام الأميركي والعالمي. دونالد ترامب أقال وزراء وطرد موظفين عبر تدوينة على تويتر، ومن دون إخطار المطرود أو معرفته، ومن دون تبرير أو شرح، كان في كل يوم له في الرئاسة الأميركية والمكتب البيضاوي يطلق ويثير أزمة أو خبرا غريبا، أو جديدا، وبسبب غرابة تصرفاته، بات أسلوبه صفة عالمية تعرف بـ “الترامبية”، وهي دليل على كل غرابة أو تصرف شعبوي أو فوضوي. بمعنى آخر، بات كل تصرف خارج عن المألوف في العالم ينسب إلى أسلوب ترامب.
وهو الآن أمام ولاية جديدة، وليس هناك أي شك في أن الجميع بات يحسب له حسابا، الأصدقاء قبل الأعداء، الكل بانتظار تصرفات ترامب. رفض ترامب مثلا مصافحة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها البيت الأبيض، حتى عندما دعاه الصحافيون لذلك تجاهل الأمر وكأن ميركل لا تجلس بجواره. دفع ترامب رئيس وزراء مونتينيغرو بعنف واضح خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، بعدها أخذ الرئيس الأميركي يرتب هندامه وكأن شيئا لم يحدث. ترامب فاجأ رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بعناق قوي خلال المؤتمر الصحافي المشترك للرجلين في حديقة الورود بالبيت الأبيض في يونيو، ما دفع الرئيس الهندي إلى الإعراب عن استغرابه. 

قال لسيدة فرنسا الأولى زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بريجيت ماكرون أمام الجميع “هيئتك جميلة جداً”، وذلك أثناء زيارته الرسمية لفرنسا، الأمر الذي صدم جميع الحضور.
وجه الغرابة لم يقف عند هذه التصرفات، بل حول ترامب مصافحته للرؤساء الذين يلتقي بهم إلى مناسبة للترقب بسبب طريقة مصافحته الغريبة للناس، ورؤساء الدول، والتي تتراوح بين طول المدة، وغرابة التصرف، ما جعل الكثير من رؤساء الدول يفكر بكيفية مصافحة الرئيس الأميركي، وما يمكن أن يحدث أو يفعل خلال هذه المصافحة التي تكون في أحيان كثيرة غريبة وتحتوي على تصرفات وحركات مفاجئة ومستغربة، كالشد والجذب والتربيت على الكتف والعناق القوي أو شد اليد نحوه أو دفع الآخرين.
ترامب طرد أو اختلف مع أغلب وسائل الإعلام التقليدية، كان يحمل الهاتف دائما في يده ويغرد ويكتب ما يريد وما يخطر على باله من دون معرفة طاقمه وفريق عمله.
هذا في الولاية الماضية، أما ما سيفعله في الولاية الحالية فإن الجميع على جمر الانتظار.

كاتب وأستاذ جامعي من لبنان 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .