العدد 5847
الخميس 17 أكتوبر 2024
banner
“من النيل إلى الفرات”
الخميس 17 أكتوبر 2024

“من النيل إلى الفرات” مصطلح عبر عنه أكثر من مسؤول في جيش الاحتلال، وهو إشارة إلى منطقة جغرافية تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق، عند الحديث عن هذه المنطقة تاريخيا نجد أنها مركز الحضارات القديمة، فحضارة بلاد الرافدين والحضارة المصرية الفرعونية من أقدم وأكبر الحضارات على مر التاريخ، وهي مهد الثقافات، حيث نشأت فيها المدن الكبرى والزراعة والاهتمام بالكتب، فكانت هذه الأراضي شاهدة على تطور المجتمعات البشرية.
فعند الحديث عن نهر النيل فهو أحد أطول الأنهار في العالم، ويعد شريان الحياة في جمهورية مصر العربية، أما نهر الفرات فهو أحد أهم الأنهار في العراق ويعتبر جزءا من حضارة الرافدين.
في لقاء صرح رئيس وزراء الكيان نتنياهو حسب تعبيره عن محور الشر، حيث رفع خارطة تضم العديد من الدول المعادية للكيان المحتل، فكانت العراق وسوريا وإيران ولبنان واليمن أبرز هذه الدول.
“إسرائيل الكبرى”، مصطلح خبيث يدعو لاحتلال الدول لهدف التوسع، وهو مفهوم إقليمي تاريخي الهدف منه توسيع حدود إسرائيل لتشمل كل أراضي الدولة الفلسطينية والدول المجاورة، فهذا المفهوم مرتبط بالصراعات الجغرافية والسياسية في الشرق الأوسط.
عند الحديث عن الكيان المحتل فقد تأسس عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية، ونجد أنه حديث جدا، ولم نر من إسرائيل إلا المجازر والدمار والعنصرية، في حين لم نر من حكام العرب سوى التطور والعدل والأمان وحسن الجوار، هذه مقارنة بسيطة وأنا أعلم أن حكامنا مكرمون عن هذه المقارنة، لكن الهدف منها تبيان عمر الكيان.
شهدت إسرائيل منذ تأسيسها عدة حروب ونزاعات مثل حرب سنة 1984 وحرب 1967 التي أسفرت تغييرات كثيرة في الحدود، فشملت المواجهة المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومصر وسوريا ولبنان.
“إسرائيل الكبرى” هي فكرة يربط مؤيدوها بأن تاريخيا كانت هذه الأرض تحت السيطرة الإسرائيلية قديماً، فهم يؤيدون أن هذه الأراضي حق مشروع لهم ويجب عليهم السعي لاسترجاعها وتطهيرها من أي شخص يسكنها لا ينتمي للعرق السامي بحسب قولهم، فنجد المحتل يركز على الاستيطان، فإسرائيل استمرت في بناء مستوطنات في الضفة الغربية في تصعيد وتحد للقضية الفلسطينية والمجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة.
في لفتة مباركة من صاحب الجلالة الملك المعظم عندما اجتمع مع أبنائه وأحفاده في بث مباشر بعد الانتهاء من الصلاة وبدأ بالدعاء لفلسطين وأهلنا في غزة، إن حكمة جلالته جلية، فهو القدوة، ونجد أن جلالته مدرسة في غرس الانتماء للمجتمع العربي، “فالمؤمنون جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، أيضا نجد اهتمام جلالته بالقضية الفلسطينية واضحا، فجلالته أول الداعمين لمشروع الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، أيضاً يتبنى مشروع قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية