بعد سماح الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو للجيش الأوكراني باستخدام صواريخ بعيدة المدى، كانت ردة فعل الجيش الروسي واضحة وقوية، حيث صرح فلاديمير بوتين بأن روسيا لن تقبل بهذا العمل، وأنه إعلان حرب واضح من حلف الناتو، وأن الرد سيكون قويا ومزلزلا للحلف.
روسيا بدأت خطواتها بإعلانها إرسال صواريخ فرط صوتية للحوثيين وإمداد الحرس الثوري الإيراني بطائرات سوخوي 57، وهي طائرات متعددة المهمات من الجيل الخامس، حيث إنها منافسة للطائرة الأميركية الأحدث أف - 35، و”سوخوي” تتفوق على الطائرة الأميركية من حيث السرعة والطيران لمسافات طويلة، لكن الطائرة الأميركية بإمكانها حمل كميات أكبر من التسليح والتخفي عن الرادارات بشكل أفضل من السوخوي.
هذا التطور خطير جدا، فالتحالف الروسي الإيراني المطلق رسالة من الروس بأنهم أصبحوا رسميا في صف إيران، وأن الأسلحة الروسية ستصل لحزب الله والحوثي وإيران، فالجميع يعلم أن القواعد الروسية موجودة في سوريا منذ زمن طويل.
احتياج إيران لروسيا واضح، واحتياج الأخرى لإيران واضح أيضاً، إيران تنتظر ضرب أوكرانيا للعمق الروسي بصواريخ أميركية وأوروبية بعيدة المدى على أحر من الجمر، فهذه فرصتها لفتح كل الأوراق للدب الروسي، روسيا التي بيتت النية بتسليح إيران بالنووي لكي يتوسع الحلف الروسي الصيني الكوري من ثلاث دول لأربع دول بإضافة إيران معهم، نجد أن المعطيات تتغير بشكل سريع.
تاريخيا التواجد البريطاني في الخليج كان بمثابة درع للدول المطلة على الخليج العربي من مطامع الجمهورية الإسلامية ومصالحها السياسية، حيث إن أذرع إيران في المنطقة كشرت عن أنيابها، فالحوثيون وحزب الله العراقي واللبناني أصبحوا بمثابة الشوكة في الحلق، فالخليج العربي معرض للإغلاق من الإيرانيين، ومضيق هرمز في خطر، وخليج عدن، والبحر الأحمر شبه متوقف بسبب الحوثيين.
كل هذه الأحداث تنذر بمواجهة مباشرة وقريبة، مواجهة إقليمية من الممكن أن تتطور إلى حرب عالمية.
إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن انسحابها الكلي من العراق خلال سنتين أي في 2026 بعد طلب من العراق ما هو إلا فتح الباب لإيران.
*كاتب بحريني