قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في نيويورك التي تبدأ مناقشاتها في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر بكل عام، “عملًا بالمادة 20 من ميثاق الأمم المتحدة وأحكام النظام الداخلي للجمعية العامة الصادر استنادًا للمادة 21 من الميثاق الاممي”، عدة رسائل على المستويات الدولية والسياسية والإنسانية، وقد كانت مضامين هذه الرسائل في كلمة سموه واضحة وتعبر عن ثوابت لا يمكن الإخلال بها والابتعاد عنها، فمملكة البحرين قيادة وشعبا تعمل على أن يكون من أولوياتها على المستوى الدولي، الحماية الدولية والأمن والاستقرار في جميع مواقعه من أجل أن تكون هناك قيم ومبادئ قوية يعمل بها المجتمع الدولي من أجل السلام.
فقد كان النموذج الذي قدمه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحمل رؤية ونظرة استراتيجية شاملة تستند إلى الفهم العميق لمختلف الأزمات وكل ما تحمله من تداعيات، وتؤكد هذه الرؤى دور ومكانة مملكة البحرين في تعزيز السلم العالمي وتحقيق العدالة في المنطقة. كما علينا أن لا ننسى مبادرة جلالة الملك المعظم بدعوة البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، والتي ذكرها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأتي هذه المبادرة من أجل مستقبل أجيال ومجتمعات المنطقة كي تسمو وتبقى قيم ومعاني الإنسانية في مكانها الطبيعي على المستوى الدولي. إن هذه الكلمة التي وجهها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ليست من باب إلقاء الضوء على ما يحدث في المنطقة فحسب، بل يسعى سموه لتحفيز العالم على إعادة النظر في السياسات الموضوعة في مختلف القضايا خصوصًا القضية الفلسطينية التي لخصت واحدة من أقوى الرسائل في كلمته عندما قال سموه “مطلوب وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتبني مسار موثوق لا رجعة فيه لقيام دولة فلسطينية مستقلة”، فكلمة سموه رسخت موقف مملكة البحرين أمام المجتمع الدولي.
* كاتب بحريني