تحدثت في مقالات سابقة عن دور منصات التواصل الاجتماعي وكيف يمكنها التأثير المباشر على أفراد المجتمع، كما تحدثت عن نوعية المستخدمين لهذه المنصات الاجتماعية ونوعية الموضوعات التي يتم تداولها، فهناك المستخدم الإيجابي الذي ينفع المجتمع بمحتويات مفيدة في الكثير من الموضوعات الهادفة، وهناك المستخدم السلبي الذي يؤدي تفاعله المفرط إلى تغيير بعض المفاهيم والقيم الاجتماعية التي تتعارض مع تقاليدنا المجتمعية. فالأهداف النبيلة التي يمكن نشرها عبر منابر منصات التواصل الاجتماعي كثيرة، ويمكنها خلق تواصل إيجابي بين المستخدم والمستقبل، كما يمكننا استخدامها كأداة مفيدة وفعالة في توسيع دائرة علاقاتنا الاجتماعية وما تحتاجه هذه العلاقات، ويمكنها أن تكون وسيلة مهمة في المساهمة في تعزيز الموضوعات الخيرية داخل المجتمع.
حقيقة هناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن نشرها في مجتمعنا عن طريق مختلف منصات التواصل الاجتماعي، فإذا حددنا أهدافنا المناسبة التي نريدها أن تصل إلى أفراد مجتمعنا كي يستفيدوا منها ومن نقاطها المهمة والإيجابية، فإن المسألة ستكون سهلة ولا توجد فيها أية صعوبة في عملية النشر، لأننا في النهاية نسعى لإيصال محتويات ورسائل مفيدة لها الكثير من المعاني العلمية والمعرفية لأفراد المجتمع. وفي المقابل عندما نتحدث عن الجانب السلبي في نشر وتبادل الرسائل والموضوعات والمحتويات السلبية التي تؤثر على وعي المجتمع، فإننا سنتذكر مجموعة من السلوكيات غير المناسبة في تعاملنا مع منابر التواصل الاجتماعي، ويمكننا التركيز على مجموعة من النقاط المهمة منها التأثير على العلاقات الاجتماعية، التأثير على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وانتهاك الخصوصية وإضاعة الوقت وغيرها الكثير من الجوانب السلبية. في النهاية نود أن يكون تركيزنا منصبا على الجوانب الإيجابية في تعاملنا مع هذه المنصات والمنابر الاجتماعية، كما يجب علينا زيادة مساحة الفكر المعرفي والثقافي الذي يسهم في تنمية الوعي المجتمعي، ومحاربة التفكير السلبي الذي يسعى إلى تدمير العادات والتقاليد وهدم قواعد طموح وتطور وبناء المجتمع.
كاتب بحريني