يفتقد بعض الأزواج، خصوصا الجدد منهم، الخبرة والمعرفة الكافية في التعامل مع الأطفال، ما يساهم في وقوع حوادث خطيرة للأطفال، ربما تصل عواقبها إلى الحروق والغرق، وكذلك حوادث السيارات، كمن لا يستخدم كرسي الأطفال أو لا يفعِّل قفل الأمان في الأبواب الخلفية، ما يؤدي بالطفل، المجبول على حب الاستكشاف، إلى أن يفتح باب السيارة وهو لا يدرك خطورة ذلك، فينتج عن ذلك سقوطه خارجها، وتعرضه لإصابات خطيرة، قد تصل إلى الوفاة، لا قدر الله، وشواهدُ ذلك ما يضج به الفضاء الإلكتروني من أخبار ومقاطع فيديو وثقت ذلك في مختلف مدن العالم.
في منتصف شهر سبتمبر الجاري نشرت الصحفُ المحلية خبر وفاة طفلة بحرينية إثر سقوطها من سيارة أمها وهي تقودها، ما خلق مشاعر حزن لدى الجمهور المتعاطف مع هذه الأسرة، ولاشك أن الحادث قضاء وقدر، لكن التحدي اليوم هو كيفية زيادة الوعي بشكل كبير لتجنب تكرار حدوث هذه المآسي وأمثالها، هناك جهود طيبة ومباركة تبذل في سياق تعزيز الوعي، ولكنها تحتاج إلى الزيادة والتنويع والتأكد من وصولها إلى الآباء والأمهات، خصوصا الجدد منهن، ويمكن ذلك بربط الأنظمة الإلكترونية المعنية برصد المواليد لتعمل على تركيز إرسال رسائل توعوية شاملة لهم بشكل دوري مع كل مرحلة من مراحل عُمُر الطفل، والتحدياتِ والمخاطرِ التي تلاحق هذه المرحلة مما سبق رصده. واليوم، وبفضل الله، تُوفِّر البنية التحتية المتطورة التي تيسرت فيها القنوات ووسائل التواصل المختلفة إمكانية الوصول إلى الأسر بسهولة لضمان تلقيها الرسائل التوعوية بدقة كبيرة وأكيدة. كما يمكن الاستعانة بمحلات بيع الملابس والاحتياجات الخاصة بالأطفال في وضع الكتيبات التثقيفية التي يمكن استخدامها لتعريف الآباء والأمهات بماهية المخاطر المحتملة التي تهدد الأطفال، حفظ الله فلذات أكبادنا جميعا.
* كاتب بحريني