نجحت وزارة الصناعة والتجارة قبل أيام في ضبط كميات من زيوت المحركات المغشوشة، ولكي تدرك عزيزي القارئ أهمية هذه الضبطية ومدى خطورة ما لو انتشرت تلك الزيوت في الأسواق، قد كان بإمكان علبة واحدة من هذا الزيت المغشوش أن تتلف محرك السيارة الذي قد تبلغ قيمته عدة آلاف من الدنانير، إضافة إلى تعثر حياتك اليومية مدة طويلة حتى يتم استبدال المحرك أو إصلاحه، هذا إن أمكن أصلا! فالزيوت المغشوشة لا تحتوي على الخصائص الأساسية لسلامة المحرك، فينتج عنها ارتفاع حرارة المحرك قطعا، كما أنها تتبخر داخله، ما يتسبب في تشكّل الكثير من الرواسب التي تتجمع فتؤدي إلى مشاكل لا حصر لها، فبالرغم من وجود أرقام المواصفات القياسية المطلوبة على العلبة، إلا أنها كذب وغش، كما كُشف من خلال حملة إدارة التفتيش بوزارة الصناعة والتجارة، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، فالعلب التي نُشرت صورها في الخبر تعد من أفضل الأنواع في السوق، وهي ذات مصداقية وثقة لدى أصحاب السيارات، لكن لم يكن ما في الصورة سوى علب مغشوشة بملصقات مزورة، والزيت الذي تمت تعبئته فيها لا يمت إلى زيوت المحركات بصلة!
وكلنا يعلم التطورات التي نعيشها في مجال تقدم الزيوت المخلّقة التي حلت مكان الزيوت المعدنية القديمة، فالمخلّقة بالإمكان استخدامها لسنة كاملة أو حتى أكثر من ذلك، مع محافظتها على مواصفاتها طول هذه المدة، وهي قادرة على حماية محركك، وتوفير الوقود، وخفض صوت المحرك، وتعزيز عزم السيارة لتحافظ على قوتها، لذا فاحرص دائما على شراء الزيوت من الوكيل الرسمي، والموزعين المعتمدين، ومراكز الصيانة الموثوق بها فقط، لضمان حصولك على زيوت غير مغشوشة تتلف سيارتك، ولا تبخل في سبيل ذلك، فدرهم “صيانة” خير من قنطار “تصليحات”.
* كاتب بحريني