مواطنة خليجية سافرت إلى دولة عربية لإجراء عملية شفط دهون بعد مشاهدتها إعلانات عيادة تجميل رخيصة التكاليف، تعد بنتائج عالية - حسب ما شاهدته من وعود في حساب العيادة في مواقع التواصل - وذكر زوج الضحية أنها لم تكن تعاني من أي مرض، بل كانت بصحة جيدة، وكانت تلح لإجراء العملية، وفعلاً ذهبت، وبعد دخولها العملية بساعات، أفاقت من البنج وهي تقول: “بموت عالجوني...”، وفعلاً فارقت الحياة مخلفة ثمانية أطفال أصغرهم يبلغ سنتين. لا نحتاج إلى كثير من التفكير لنعرف ضعف الرقابة الطبية في بعض الدول التي تروج لمثل هذه العمليات وتقدم نصائح طبية مضروبة ووعودًا معسولة بأسلوب جميل محبب للنفوس ربما جرَّ المخدوعين إلى فقد أرواحهم، الموضوع ليس مزحة أو مغامرة، بل هي قضية حياة أو موت، والوعود والكلام المنمق هو الطُعم الذي يريدون استدراج الناس من خلاله، ولا يتم الإفصاح عن أية مضاعفات، إنما يرسمون – فقط - الأحلام الوردية، ومواقعُ التواصل والشركاتُ التي تديرها لا تبذل ما يكفي لحجب المعلومات المغلوطة أو حتى بيان خطورة تصديق هذه الحسابات، بل إنها توسع من انتشارها في الدول الخليجية مقابل دفع مبالغ مالية من قبل هذه العيادات، فالموضوع تجاري بحت، ولهذا أجد - مع كل ما سبق - أن الإنسان هو المسؤول عن نفسه، وهو من يختار التصديق والانجرار وراء أحلام الرشاقة في عالم لم يعد يتقبل تعدد مستويات الجمال، فصورة المرأة الأجمل تقدم بقالب واحد بدون أي فكر نقدي لمقاييس الجمال المعولمة، بل إن الكثير من الجميلات نفاجأ بإجرائهن عمليات تجميل لزيادة قربهن من تلك المقاييس.
إن هذا يعكس استخفاف الكثير من النساء بعبث المشرط، فيما بات يشكل حالة ضياع شكلي مقابل استنساخ الشكل الموحد.
* كاتب بحريني