العدد 5780
الأحد 11 أغسطس 2024
banner
انهيار مؤقت أم أزمة مالية عميقة!
الأحد 11 أغسطس 2024

كان الأسبوع الماضي عصيبا ومقلقا ومخيفا للمستثمرين والعاملين في الأسواق المالية والبورصات العالمية، شهدت أسواق المال انهيارا مرعبا وتدهورا عنيفا في أسعار الأسهم، ثروات بمليارات الدولارات تبخرت في سويعات قليلة، حدث جلل زلزل اقتصاديات العالم، حاول المحللون معرفة أسباب ما حصل وبرزت أسباب وجيهة ولافتة ومهمة مثل صدور تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة الأميركية، والذي جاء بأرقام أقل من المتوقع، إضافة إلى خيبة الأمل الكبيرة في البنك الفيدرالي المركزي الأميركي الذي قرر الإبقاء على الفائدة دون تخفيض في القيمة، وهذا كان يشير إلى وجود مؤشرات جدية بأن الاقتصاد الأميركي مقبل على مرحلة ركود عميق ستكون آثاره سلبية على اقتصاد العالم بأسره دون شك.
وطبعا لم يكن من الممكن إغفال الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتي لها آثار سلبية لا يمكن إنكارها. لكن المهم أن أسواق المال استعادت عافيتها بشكل مطمئن، ولكن لم تعد إلى نفس المستويات التي كانت عليها قبل الهبوط الحاد والعنيف الذي حصل. وبقيت الأسئلة قائمة ومعلقة وبلا إجابة، وأهمها السؤال الخاص بمعنى الذي حصل، هل هناك مشكلة عميقة تنذر بدخول مرحلة اقتصادية مضطربة، أم أن ما حصل هو مجرد تصحيح صحي ومطلوب لتفادي فقاعة سعرية في أسواق المال بدأت الخروج عن السيطرة. ثروات تبخرت، وشركات عملاقة تزلزلت قيمة أسهمها، كل ذلك في غمضة عين، ما يظهر هشاشة الاقتصاد العالمي المتداخل. أسواق المال حساسة جدا ورأس المال بطبيعته جبان لا ينمو في أجواء مخيفة ومقلقة أو في مناخ ملغم بالشك والريبة. سيدخل الأسبوع الماضي بأحداثه الدرامية في تاريخ الاقتصاد والمال لتتم دراسته وتحليله وتقييمه لمحاولة الفهم. ويبقى ما هو واضح حقيقة مطلقة لا يمكن إنكارها وهي أن الخوف يؤدي إلى قرارات عنيفة يدفع ثمنها الجميع.

*كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .