لاعبو القضية الفلسطينية ثلاثة، اللاعب الأول “بعض” الفلسطينيين والمناوئين لهم، أي حركة حماس التي أسسها الحرس الثوري أواخر 1987، ونصبوا الراحل أحمد ياسين رئيسا لها لتكون من أذرع إيران، وبالإضافة إلى حماس هناك الجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية التي تدين بالولاء الخارجي وتعادي منهج السلطة الشرعية الفلسطينية. اللاعب الثاني إسرائيل والغرب، فبعيدا عن الأسطوانة الإسرائيلية “الوطن الأم والأرض التي وهبها الله عز وجل لبني إسرائيل وطالبهم بدخول الأرض المقدسة”، نقول بعيدا عن ذلك فإن بريطانيا ولاحقا الغرب دعم قضية وطن إسرائيل لهدف سياسي بحت هو تقسيم العرب وزرع نار العداوة والبغضاء بين المسلمين واليهود لعقود، وهو ما نراه الآن من تحريض المتدينين اليهود لإبادة الفلسطينيين، ومن تطرف المتأسلمين لقتل كل اليهود بالعالم. وبريطانيا والغرب عموما كانت لا تهمه قضية يهودية إسرائيل، فهو غرب علماني لا يؤمن بالأديان أصلا بل بالمصلحة السياسية، ومصلحة الغرب إيجاد بؤرة توتر وقلاقل ونار تمنع توحد العرب وتسمح باستخدام القضية الفلسطينية لتحقيق المصالح لإسرائيل وأيضا للمتاجرين بها، وهو ما فعله الخميني اللاعب الثالث. فمن أجل تحقيق مصلحة إيران عمد إلى تأسيس حزب الله والفصائل العراقية، وأسس الحوثيين، وأسس حماس كممثلة لدى الإخوان المسلمين وبعض السذج العرب، والشيء الذي يجمعهم قضية تحرير فلسطين كوسيلة لتحقيق هذه السياسة.
أما الشعب الفلسطيني الممثل الأول والأخير والوطني والشريف للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تسعى لاستهدافه وتهجيره كونه الخطر الأول والأخير على وجود إسرائيل، فتل أبيب لا تخشى أبدا ومطلقا لا السلطة ولا حماس والجهاد ولا تخشى من أي فصيل فلسطيني بقدر ما تخشى الإنسان الفلسطيني نفسه كونه صاحب الحق والأرض.
كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي