الآن وبعد مرور أكثر من عشرة شهور على بدء حماس عملية السابع من أكتوبر، مازال الناس يتضاربون في آرائهم في توصيف وتسمية العملية، هل هي كما تقول حماس عملية “طوفان الأقصى”، أم كما يقول مناهضوها إنها عملية “طوفان سليماني”، وقد يتساءل البعض عن أهمية التسمية طالما أن الأحداث جارية. فهم يرون أن التسمية أيا كانت لا تهم، المهم هو ما يجري. وقد يبدو هذا صحيحا بعدم أهمية التسمية، لكنها لا تهم بالنسبة للمتابعين والمشاهدين العاديين ومن لا يدقق بالأمور ومن تهمه فقط المتابعة من غير ربط الأسباب والدوافع والنتائج، لكن بالنسبة لنا كمتخصصين في الإعلام السياسي اسم العملية مهم جدا، لأنه يرتبط بفلسفة العملية وحيثياتها ولماذا تمت العملية والأهداف المرجوة منها والآثار المترتبة عليها.. إلخ.
فمثلا في حال نجاح حركة حماس في هزيمة إسرائيل وتدمير قدراتها ودخول الأراضي الإسرائيلية أو احتلالها مثلا مبنى الكنيست أو وزارة الدفاع أو احتلال المعبر الإسرائيلي بين مصر وإسرائيل وهو معبر كرم أبوسالم أو احتلال مستوطنات إسرائيلية، وظلت طوال هذه الفترة وحتى هذه اللحظة تحتفظ بها، وتمت عملية صفقة بموجبها تتنازل فيها حماس عن احتلالها كل ما سبق مع عدم تدمير أية بنية تحتية في غزة، ولم ترتكب عملية إبادة ضد الفلسطينيين بغزة، عندها تصبح التسمية عملية طوفان الأقصى لأنها حققت لحماس نصرا كبيرا مقابل هزيمة إسرائيل وعبرت عن هوية وفلسفة طوفان الأقصى. وفي حال حدوث عكس ذلك، حيث حققت إسرائيل تدميرا كاملا للبنية التحتية لغزة وإبادة تامة لأهل غزة واحتل الجيش الإسرائيلي كامل تراب غزة، وخسرت حماس قيادتها لغزة، عندئذ سيصبح مسمى العملية هو “طوفان سليماني”، لأنه يعبر عن فلسفة وهوية وأسباب ونتائج ما حدث. أما في حال عدم تحقيق حماس وإسرائيل النصر، وأنه لم يخسر الطرفان، فإن مسمى العملية سيصبح عملية السابع من أكتوبر كمسمى محايد يعبر عن حيادية الهدف والنتائج.
*كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي