فوجئ الجميع وعلى وجه الخصوص دول الخليج من مواطنين وسلطات، علاوة على الشعب العربي، بما حدث بمنطقة الوادي الكبير بمسقط، من حادث إرهابي لم تشهد سلطنة عمان ولا المجتمع العماني ولا المقيمين مثيلا له من قبل، وقد أدى الحادث لسقوط ضحايا من بينهم رجل أمن، نسأل الله أن يرحمهم جميعا ويجنب السلطنة وكل من عليها الفتن والشرور.
والواقع أن سبب صدمتنا بما حدث على أرض السلطنة نابع من أنه من المستحيل جدا ونكرر “من المستحيل جدا” أن تشهد السلطنة مثل هذا الحادث الإرهابي لعدة أسباب. منها أولا: القيادة السياسية.. فالكل يعرف ويدرك أن سياسة سلطنة عمان الخارجية مبنية على عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، وعدم السماح بأن تكون أرض السلطنة منطلقا ومنبرا ضد الآخرين من قبل من يعيش على أرضها. علاوة على الوساطات ومبادرات السلام بين الدول والأطراف المتصارعة، ومنع أية بذور فتنة قد تنتقل إلى أرض السلطنة. وهذا أكسبها احترام الدول وشعوب العالم والإشادة بها وبسياستها. ثانيا: التسامح الديني.. سلطنة عمان مثال واضح ونقول واضح ونكرر على كلمة واضح في التسامح الديني، فطبيعة المذهب الأباضي هو وسيط بين المذاهب الإسلامية. كما أن الفكر الأباضي لا يسمح بالشذوذ الديني والتطرف المذهبي وتأسيس مدارس فكرية تنتهج التعصب للمذهب وإلغاء الآخر، بالإضافة إلى أن المجتمع العماني اجتماعيا هو مجتمع مسالم ومتحضر، والإنسان العماني لا يتعصب لمذهبه ولا لرأيه ولا لفكره ولا لتوجهه، كما أنه لا يجادل كثيرا ولا يجبرك على قبول آرائه وأفكاره. كل ذلك جعل سلطنة عمان ومجتمعها واحة سلام وأمان وتسامح وروضة من رياض التعايش الديني والاجتماعي. حفظ الله جلالة السلطان هيثم، ورحم الله قابوس العرب، وأدام الله الأمن على ربوع وشعب عمان.
* كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي