تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تسجيل نقاط على أخصامه في المنطقة، وتحديدا إيران وحزب الله، باغتياله القائد الميداني العسكري المهم في صفوف حزب الله في لبنان في قلب الضاحية الجنوبية المدعو فؤاد علي شكر المعروف بالسيد محسن، إضافة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في أحضان النظام الإيراني، وفي قلب العاصمة طهران، ما شكل إحراجا كبيرا ومثيرا للاثنين وجعلهما في حيرة وارتباك.
الحيرة، لمعرفة كيف نجحت إسرائيل في تحقيق الاختراق الأمني والعسكري في هاتين العمليتين، والارتباك بسبب البحث عن خيارات الرد على ما جرى لرد الإصابة معنويا وعمليا وإعادة الاعتبار لكليهما أمام جمهورهما. واقعيا، وضع نتنياهو إيران وحزب الله في وضع لا يحسدان عليه، فهما لا يستطيعان السكوت لأن ذلك يحولهما إلى عنصر هامشي ضعيف مكسور الجناح مسحوب الهيبة أمام جمهورهما، وفي الوقت عينه عليهما الرد على التحدي من دون تحويل الأمر إلى حرب واسعة تخدم اهداف نتنياهو وتدمر لبنان وبيئة حزب الله من جهة، وتصيب إيران وإنجازاتها من جهة أخرى، على وجه الخصوص مع وجود السفن الحربية الأميركية والأساطيل الغربية المستعدة لنجدة إسرائيل. السؤال المحير، هل سيكون رد حزب الله خارجا عن المألوف بما يسمح لإسرائيل باستخدام قوتها التدميرية ضد لبنان المنهك أصلا؟ أم أن الرد من حزب الله سيكون دقيقا كالجراحة محمولا ومحدود التأثير والأثر؟ ترى كيف سترد طهران على الإهانة، وهل سيكون ردها بقوة تسمح لأميركا بنجدة إسرائيل وضرب إيران والإطاحة بما حققته من إنجازات؟ ما فعله نتنياهو أنه استغل فرصة المرحلة الانتقالية غير واضحة المعالم في أعلى السلطة الأميركية، بين رئيس ذاهب ومرتبك، ورئيس قادم غير معروف الملامح، فوجه ضربته نحو الطرفين أي حزب الله وإيران.
في أسلوب يعاكس ما تقول إدارة جو بايدن إنها تعمل له، أي السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة.
هدف نتنياهو كما بات معروفا، هو توسيع وتكبير حجم المواجهة في المنطقة، لكي يبقى في رئاسة الحكومة بعيدا عن المحاسبة القادمة.
لهذا ضرب نتنياهو ضربته في لبنان وإيران، ونصب فخا للاثنين، للرد عليه والانتقال إلى ملعبه ولعبته، وتوسيع الحرب. فهل ستقع إيران وحزب الله في فخ نتنياهو وكيف سيردان ويستعيدان هيبتهما المهدورة من دون خسارة قوتهما ومكانتهما؟.
كاتب وأستاذ جامعي من لبنان